حكومة جديدة.. وطموحات كبيرة

07:33 م | الإثنين 01 يوليو 2024

ساعات قليلة تفصلنا عن أداء الحكومة الجديدة برئاسة د. مصطفى مدبولى لليمين.

ظنى أن خطاب التكليف لرئيس الحكومة سيُلبى طموحات الشعب فى الوزارة الجديدة، وسينطلق مما ذكره الرئيس السيسى أمس الأول فى كلمته للشعب بمناسبة عيد ثورة ٣٠ يونيو، عندما قال: «المصريون يتحمّلون مشاق الحياة والأسعار، وأقول لهم: إننى أعلم بشكل كامل حجم المعاناة.. وأؤكد لكم أن شغلى الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة.. وإيجاد مزيد من فرص العمل.. وبناء مستقبل أفضل.. لجميع أبناء مصر الكرام».

الرئيس وأجهزة الدولة يشعرون بمعاناة الشعب، وستكون هناك ترجمة على الأرض بوضع آليات لرفع هذه المعاناة.

كما سيتضمّن خطاب التكليف الذى ستتم تلاوته فى أول اجتماع للحكومة الجديدة عدة محاور أهمها:

- الحفاظ على محدّدات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية.

- وضع ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمة الأولويات، خاصة فى ما يتعلق بالصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية -وهذا ما وعد به الرئيس أثناء أدائه اليمين الدستورية فى بداية ولايته الجديدة- وتطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى، والخطاب الدينى المعتدل على النحو الذى يُرسّخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعى.

- مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية، وتشجيع نمو القطاع الخاص. وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخّم وضبط الأسواق، وذلك فى إطار تطوير شامل للأداء الاقتصادى للدولة فى جميع القطاعات. وهذا فى ما يتعلق بأولويات الحكومة وتوجهاتها، أما فى ما يتعلق باختيار أعضاء الحكومة الجديدة، فقد تم بناءً على عدة معايير:

١- ضم عناصر وطنية ودولية من ذوى الكفاءات.

٢- شخصيات عملية تمزج ما بين النظريات الأكاديمية والتطبيق العملى.

٣- على دراية كاملة بمجريات الأمور المحلية والدولية.

٤- متجرّدون من الأهواء الشخصية أو التوجّهات الحزبية.

٥- يؤمنون بالعمل الجماعى.

ولتنفيذ كل ذلك، فقد قام د. مدبولى بإجراء لقاءات مع ٦٥ شخصية على مدار الـ٢٥ يوماً الماضية.

هذا ما قامت به الدولة للإعداد وتشكيل الحكومة التى تليق بالجمهورية الجديدة، وتُلبى طموحات الشعب الذى يثق فى قيادته السياسية، ولكنه يريد أن يطمئن إلى أن الحكومة الجديدة لن تُخفق فى حل الأزمات الطارئة.

كما حدث من الحكومة المستقيلة فى أزمة الكهرباء، ولولا تدخل الرئيس لتفاقمت الأزمة وأصبحت كارثة، وكما حدث فى أزمة الحجاج، ولولا تدخّل الرئيس لتفاقمت الأزمة وزاد عدد الوفيات منهم، وما تم من عقاب شركات السياحة المتورطة فى الأزمة.

وكما حدث فى أزمة اللاجئين الذين وصل عددهم إلى ٩ ملايين يحمّلون الدولة تكلفة تصل إلى ١٠ مليارات دولار سنوياً، ندفعها من قوت الشعب، ويشاركوننا فى خبزنا المدعم بمليارات الجنيهات، ودوائنا المدعم بمليارات الجنيهات، ومدارسنا ومواصلاتنا المدعمة بمليارات الجنيهات.

نطمح إلى أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على تفادى الأزمات قبل أن تكون قادرة على حلها.. وأن تشعر بمعاناة كل مواطن بسيط قبل أن يطلب حاجته، وأن يشعر المواطن بما تم من إنجازات، وما تم من صفقات، وما تحقّق من معدلات نمو، فالمواطن البسيط لا يفهم مصطلحات التضخّم والنمو وعجز الموازنة وخدمة الدين، والدين الداخلى والدين الخارجى.. ولكنه يشعر بما تملك يداه وبما يمسه.

فكما شعر المواطن بالأمن والأمان دون أن يفهم استراتيجية الدولة فى تحقيق ذلك، والأسلحة والمعدات والأفراد الذين أسهموا فيها، فهو يريد أن تكون الأسعار فى متناول يديه وأن يكفى دخله تلبية احتياجاته، وأن يجد الخريج -الكفؤ المتفوق- فرصة عمل. أملى وأمل كل المصريين كبير فى الحكومة الجديدة، وسنضع يدنا فى يدها -كعادة الشعب- لتحقيق النماء والرخاء لمصر حتى تصبح «قد الدنيا»..

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها.