حكومة لخدمة المواطن

07:54 م | الإثنين 01 يوليو 2024

تستمر التوقعات بشأن تشكيل حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الجديدة، خاصة أنه لم يسبق واستغرق تشكيل وزارة مثل هذا الوقت، والاعتقاد السائد أن الحكومة الجديدة ستكون تحت بصر وسمع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعلن أنه يشعر بمعاناة المواطن مؤكداً أنها ستزول بإذن الله، رغم الظروف العالمية العصيبة من جهة والحروب التى يشنها الأعداء على الوطن من جهة أخرى.

معاناة المواطن التى وعد بزوالها الرئيس السيسى تتلخص أساساً فى ارتفاع الأسعار ارتفاعاً جنونياً وغير مبرر أحياناً، ويرجع ذلك أساساً إلى آفة الفساد الذى تفشى وترعرع فى ظل الجشع وانعدام الضمير، والتى يعانى منها الوطن، إضافة للمصاعب التى سبقت الإشارة إليها.. وينتظر المصريون من حكومة الدكتور مدبولى الجديدة أن تكون جديدة فى الرؤى والأفكار والقدرة على مواجهة الصعاب وتخفيف العبء عن المواطن.

وقد شدد الرئيس السيسى أكثر من مرة على أهمية العمل، فالعمل هو السبيل الأمثل والوحيد للخروج من الأزمات الداخلية والخارجية، ومن هنا أصبح كل مرشح لمنصب الوزير فى الحكومة الجديدة يدرك حجم المسئولية وقدر المهام المقرر أن يقوم بها ولا وجود الآن للمناصب الفخرية، بل بالعكس، المنصب فى ظل الظروف الحالية عبء على من يقبله، لأنه يكاد يرقى إلى مكانة الشهداء.

إن ما ينتظره المواطن وما وعد به الرئيس، حل مشاكله اليومية، التى تصاعدت حدتها فى الآونة الأخيرة بقدر صار فوق طاقة الاحتمال، ومنها على سبيل المثال مشكلة الكهرباء وانقطاعها لساعتين يومياً لتخفيف الأحمال على الدولة، بانتظار التوصل إلى إزالة كافة العقبات، وهو ما يزيد بقدر خانق على المواطن الذى تحمل ويتحمل الكثير فى ظل ظروف، شبه انعدام الوعى، وغياب الجهات المنوط بها نشر الوعى، مثل الإعلام والثقافة والفن، لدى أكبر قدر ممكن من المواطنين.

وقد التف الشعب خلف قيادته وهو على ثقة تامة بأن الرئيس السيسى يعمل ليل نهار على تأمين كافة احتياجات المواطن الآن وللأجيال القادمة، بالتوسع المبهر فى استصلاح الأراضى الزراعية لتأمين الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وكذلك توطين الصناعات وفتح جميع ساحات التكنولوجيا الحديثة، بمشروعات كبيرة ومتوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، لرفع الدخل مما يتم تصديره.

إن الآمال المعقودة على الحكومة الجديدة هائلة وهو ما يحمل على الاعتقاد بأن أعضاء الحكومة الجديدة على وعى كامل بالمسئوليات الجسام الملقاة على عاتقهم، وأنهم تحت سمع وبصر المواطن الذى ينتظر تحسن أحواله المعيشية والاطمئنان على مستقبل أبنائه، ومن هنا كان اهتمام الرئيس بشرح ما ينتظره من حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الذى سبق واجتاز مصاعب جمة.

كورونا والحرب الأوكرانية الروسية ومشكلة البحر الأحمر التى أثرت سلباً على قناة السويس، وصعوبة استرداد ثقة السائحين بأنهم فى بلد أمن وأمان، وبالطبع اشتعال الحدود مع قطاع غزة والحرب الوحشية التى تشنها إسرائيل للشهر التاسع على التوالى وحقد الدولة الصهيونية وراعيتها أمريكا على رجل رفض بصوت مدوّ تهجير الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء، ما أصاب المخطط الشرير، بتصفية القضية الفلسطينية، إصابة قاتلة ودفع بالقضية الفلسطينية إلى قمة الاهتمام العالمى.

الحكومة المنتظرة عليها النهوض بالتعليم والصحة، والتوسع فى المشروعات الصناعية ونشر الوعى بخطورة الانفجار السكانى الذى يلتهم أية مكاسب، وهو جانب شديد الأهمية، حيث يصعب أن يتحمل بلد زيادة بلد آخر سنوياً، لأننا نزيد بمقدار مليونَين ونصف المليون مولود سنوياً.

والأكيد أننا سنكون، كتفاً بكتف، كما يقول «السيسى»، مع الحكومة الجديدة التى ستحقق آمالاً طال انتظارنا لها كما طال انتظارنا لتطهير الوطن من أعداء الداخل، وفسادهم، وبث تشويههم لبلدنا الذى يحظى يوماً بعد يوم بالمزيد من انبهار العالم به، واحترامه لقائده الرئيس السيسى.