ماذا سيكتُب التاريخ عن ثورة 30 يونيو؟

08:34 م | السبت 29 يونيو 2024

سيكتُب التاريخ أن "مصر" التى ذُكرت فى القرآن الكريم حَكَمها أحفاد حسن البنا لمدة عام وخانوا العهد والوعد ولم يصونوا الأرض والعِرض فكانوا بئس الحُكام وبئس الأحفاد وبئس الجماعة.

سيكتُب التاريخ أن مُرشدهم ومكتب إرشادهم كانوا يحكمون وطن عريق تاريخه عريق يُقدر بـ(٧٠٠٠ ) سنة لكنهم فضلوا جماعتهم على هذا الوطن العريق وأرادوا ضم الوطن ليكون جزء من جماعتهم لكن الشعب لفظهم دون رجعة.

سيكتُب التاريخ أن جماعة إرهابية دربت ميليشات مُسلحة وجهزتهم لشن عمليات إرهابية وتكفير كل من يخالفهم فى الرأي.

سيكتُب التاريخ عن أُمة عانت من مُتشددين ومتطرفين ( اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا ) وإستغلوا الدين لحسابهم وتحالفوا مع الأعداء حتى صعدوا للحكم على جثة وطن تم ذبحه بسكين مدفوع الثمن.

سيكتُب التاريخ عن أُمة إجتمع عليها المُغرضون وخططوا لهدمها مقابل حفنة دولارات.

سيكتُب التاريخ أن مشايخ مكتب الإرشاد كفرونا وهددونا وطالبوا بهدم الأهرامات ومَدحوا أيمن الظواهرى _ زعيم تنظيم القاعدة _ فيا لها من فضيحة مُدوية وكارثة سوداء.

سيكتُب التاريخ أن مشايخ مكتب الإرشاد رفعوا سلاحهم فى الشوارع علناً لإرهابنا وتخوفينا وترويعنا ورفعوا أعلام تنظيم القاعدة حتى لا نخرج للثورة عليهم والهتاف ضدهم والمطالبة بمحاكمتهم.

سيكتُب التاريخ أن الشعب المصرى رفض كذبهم وتخلفهم ولم يطق حُكمهم ولا مُرشدهم ولا جماعتهم وخرج فى ثورة شعبية عظيمة ليهتف "يسقط يسقط حكم المرشد".

سيكتُب التاريخ أن هذا الشعب واعٍ ولم يسمح بضياع الوطن ولم يسمح لفئة ضالة أن تسرق الوطن وتبيع وتشترى فيه.

سيكتُب التاريخ أن "مصر" لديها شباب رائع وقفوا وقفة رجل واحد وتقدموا الصفوف وصمموا على إستعادة الوطن المسلوب.

سيكتُب التاريخ أن الصحفى الراحل الحسينى أبوضيف والضابط البطل الشهيد محمد أبوشقرة كانا أيقونة لثورة شعب غاضب من إرهاب جماعة خائنة.

سيكتُب التاريخ أن استشهاد الجنود فى حادث رفح كان ليلة حزينة علينا ولم نَنم فيها من شدة بكاءنا على الشهداء لكننا يومها لم نفقد الأمل ولم نيأس بل تأكدنا بأن هؤلاء القابعون فى الحكم سيرحلون وسيُحاسبون على ما إقترفوه فى حق الوطن.

سيكتُب التاريخ أن الإعلان الدستورى الديكتاتوري كان خنجراً فى عقولنا وقلوبنا لأننا لم نتوقع حالة الجنون التى أصابت الجماعة الإرهابية وجعلتهم يُقدمون على هذه الخطوة السيئة التى إعتدت فيه على القضاء وأحكامه لكننا كُنا نُدرك أنها ستقِسِم ضهرهم.

سيكتُب التاريخ أن لهذا الوطن جيشاً رصيناً نفذ الإرادة الشعبية وإنضم للشعب وكانت كلمات قائد الجيش _ وقتها _ "الفريق السيسى" بمثابة طمأنينة للمصريين بأن الجيش جيش الشعب وخاضع لإرادة الشعب وينبُض بنبض الشعب ولن يترك الشعب يُرَوَع ويُهَدد.

سيكتُب التاريخ أن الشرطة إنضمت للشعب ورفضت محاولات إختراقها ولملمت جراحها وعبرت أزمتها وطويت صفحة الماضى.

سيكتُب التاريخ أن هذا الوطن له أبناءه المخلصين الذين يظهر معدنهم الأصيل وقت الشدة وأن الرجال الأوفياء من أبناء القوات المسلحة لا ينضبون.

سيكتُب التاريخ وسيذكُر أن مؤسسات الدولة المصرية رغم ما مرت به طوال عامى (٢٠١١ و٢٠١٢) حتى (ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣) كانت صامدة وتم إنقاذها قبل إختلال توازنها واحتلال الجماعة الإرهابية لها، فقد صمدت المحكمة الدستورية وعافر نادى القضاة وتصدت نقابتي الصحفيين والمحامين وانتفضت دار الأوبرا والشرطة لم تستسلم وتماسك الجيش وطلبنا الحماية منه وكان نِعم السند والحامي بعد الله عز وجل.