ثنائية الكذب والغباء

08:23 م | السبت 29 يونيو 2024

لن ينسى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية أن ثورة 30 يونيوقضت على مشروعهم "الاستيطاني"، وضربت الجماعة في مقتل، وقضت عليها في مصر (بلد المنشأ)، وفرقت شمل قاداتها وأعضاءها ومنوالاهم، وتوزعت إقاماتهم بين السجونوفي الشتات. وتحكم مؤسس الجماعة الإرهابية،ومرشدها الأول "حسن البنا" في أعضائها - منذ اليوم الأول - بثنائية السمع والطاعة، واشتبكت في كل ممارساتها بعد ذلك، وعلى مدى عشرات السنين بثنائية الكذب والغباء.

في البداية ادعى "البنا" أن جماعته دعوية، ولا شأن لها بالسياسة، وترعرعت - الكذبة - من مرشد لآخر، وخلطوا الدين في السياسة، واستطاعوا خداع المصريين على مدى أكثر من (80 عاما)، حتى وصلوا - في غفلة من التاريخ - إلى حكم مصر.. وبعدها كشفت الجماعة عن وجهها القبيح، ورأى الشعب المصري ذلك الوجه الإرهابي الدموي الصفوي، وشهدنا وسمعنا بالصوت والصورة من قال: "هذا الذى يحدث فى سيناء يتوقف فوراً حال عودة مرسى للحكم".. ومن هددنا: "اللي يرش مرسى بالميه هنرشه بالدم"، وغيرها من التصريحات التى صدرت عن قيادات كانت ترتدي أقنعة المعتدلين.

وحدد المصريون مطلبهم بدقة ووضوح .. إسقاط حكم المرشد.. وذهبوا إلى (30 يونيو) لإنقاذ البلاد من حكم الجماعة الإرهابية، وتحدى ما صدّره لهم البعض بأن المسار الطبيعى للتاريخ سيتيح للإخوان حكم مصر لقرون مقبلة، وأن الرهان على إسقاط جماعتهم يبدو مستحيلًا، وفقاً لمحددات واضحة كالشمس، أهمها على الإطلاق الدعم الأمريكي اللامحدود سياسيًا ولوجيستيًا، ورعاية قوى إقليمية عديدة في المنطقة.

ونجحت ثورة المصريين، وسقطت الجماعة التي مازالت حتى الآن تسعى للثأر من (30 يونيو)، وعلى مدى السنوات الإحدى عشر الماضية، تحاول تنفيذ مخططها الشيطاني الذي بدأت تنفيذه فور نجاح الثورة لإسقاط الدولة، وهدم مؤسساتها، ورغم الفشل المتواصل لكل المحاولات، إلا أن الأوهام ما زالت تعشّش في أدمغة من يحاولون تنفيذ المخطط - سواء الجماعة أومن وراءها -، بأنه ثمة أمل في نجاح ما يسعون إليه، طالما ساعدتهم بعض القوى من الخارج ماليًا ومعنويًا.. ومخابراتيًا أيضًا.

وفاتهم أن وعى المصريين بخطورة وأهمية الفترة الراهنة، وثقتهم فى رئيسهم، وتقديرهم واحترامهم لقواتهم المسلحة، كلها محددات رئيسية مهمة كفيلة بإجهاض ذلك المخطط، ولواستمر لسنوات وسنوات.

ومازال حبل الغباء الإخواني يمتد، ولم يستوعبوا الدرس، ولم يقفوا أمام تجربتهم الفاشلة ليأخذوا الدرس والعبرة، ومازالوا يستغيثون بالخارج لإعادتهم للحكم، وهذا "الخارج" يستعملهم لاستنزافنا في الداخل.

وعلى هؤلاء الأغبياء، ومن يقفون وراءهم أن يدركوا أن الشعب المصري مؤمن تمام الإيمان بأهمية الحفاظ على دولته الوطنية.. "المحروسة" كما هي راسخة فى وجدانه الجمعي، وأنه ثار على حكم من لا يعرفون "يعنى إيه كلمة وطن"، فور اكتشافه حقيقة نواياهم الخبيثة.