السنوات العشر العظام

07:07 م | الأربعاء 12 يونيو 2024

لا يقاس عمر الدول بالسنين فقط، بل بالإنجازات والتأثير، والحمد لله فإن مصر ضاربة فى التاريخ الإنسانى والحضارى آلاف السنين، ولها إنجازات لا تعد ولا تحصى.. نعم أنا أعتز وأفخر بأننى مصرى أباً عن جد.. ودعونا نجتر فقط إلى ما فعلته مصر فى العشر سنوات الأخيرة، رغم أنها فترة قصيرة للغاية لكى يقاس عليها عمر دولة إلا أن ما فعله المصريون جدير بأن نتوقف عنده ليظل محفوراً فى ذاكرتنا ونفتخر به ونرويه للأجيال القادمة بكل اعتزاز.. ومبعث ذلك لم يأت فقط من حجم الإنجاز الذى وصل لحد الإعجاز، ولكن فى الظروف الداخلية والخارجية الصعبة التى أحاطت بنا فى السنوات التى سبقت العشر سنوات وتوابعها وتأثيرها السلبى الذى كان يمكن أن يوقف أى تقدم!

سبقت العشر سنوات ثورتان كان من شأنهما أن تعرقلا نمو أى بلد، ثم تخللها مقاومة من جماعة إرهابية كانت تحتل مصر اسمها «الإخوان».. وليس أدق من وصف الأستاذ محمد حسنين هيكل -رحمه الله- لحالتنا وقتها عندما قال: «إن حال البلد كسيارة على منحدر بلا فرامل».

كان ذلك بسبب عوامل عديدة منها:

- انهيار الاقتصاد

- الأمن معدوم

- الجماعات الإرهابية التى تسللت إلى سيناء بمساعدة الإخوان منتشرة فى أرض الفيروز

- البنية الأساسية متهالكة (سكك حديد وطرق وموانئ ومحطات كهرباء ومواد بترولية)

- علاقات خارجية متوترة

- هروب رؤوس الأموال الأجنبية

- انعدام الثقة وغياب القدوة

- هروب مصريين وأسرهم إلى الخارج لعدم إحساسهم بالأمان

- انخفاض الاحتياطى من السلع الاستراتيجية إلى أدنى مستوى

- تآكل الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية

- تراكم الديون لدى الحكومة لصالح شركات البترول العاملة فى مصر

- هروب الكفاءات -فى كافة المجالات- من مصر ومن بقى عزف عن تولى مسئولية أى منصب

- المظاهرات الفئوية مستمره تشل المؤسسات وتشل حركة الطرق

- البلد على حافة الدخول فى حرب أهلية يقتتل فيها المصريون مع ميليشيات الإخوان

لا يمكن أن ننسى أن الرئيس السيسى تسلم البلد وكان هذا حالنا.. مضافاً إليها تربص دول عديدة بنا وعلى رأسها أمريكا، صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة التى كانت تدعم «الإخوان» بكل قوتها.

 

الآن ما هو حال مصر؟ كلنا آمنون فى بيوتنا وأعمالنا، وسيناء طاهرة من دنس الإرهاب، وخرجنا من حيز شريط الوادى الضيق إلى رحابة مصر الواسعة وتضاعفت المساحة التى كنا نعيش عليها لمئات السنين.

انظروا إلى منطقة العلمين التى ظلت منطقة معزولة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية منذ ١٩٤٥، ومن كان يفكر فى الاقتراب منها فمصيره إما الموت أو الإعاقة بسبب الألغام التى زرعها المتحاربون، واليوم أصبحت مقصداً سياحياً عالمياً ومنطقة جذب للمستثمرين من مختلف دول العالم. انظروا إلى حقول الغاز فى المتوسط، كانت مجرد مياه مالحة، استخرجنا منها ثروات بترولية، وتتنافس شركات البترول العالمية على الفوز بالتنقيب فيها، ولا يجرؤ أحد أن يمتد بصره إليها، لأنه يحميها خير أجناد الأرض.

انظروا إلى الـ٢ مليون فدان المستصلحة الجديدة التى أضيفت إلى رقعتنا الزراعية وثروتنا الغذائية.

انظروا إلى قناة السويس الجديدة هذا للشريان الحيوى الذى لم يفد مصر فقط بل أفاد البشرية، ولتقدروا أهميتها تذكروا عندما شحطت ناقلة أياماً معدودات حبس العالم أنفاسه.

انظروا إلى الأنفاق الخمسة التى تمر تحت قناة السويس لتسهل ربط سيناء بالوادى.

انظروا إلى شبكة الطرق والكبارى العملاقة التى نقلت مصر من المركز الـ١١٨ على مستوى العالم فى جودة الطرق إلى المركز الـ١٨.

انظروا إلى القفزة التى حدثت فى حياة سكان العشوائيات والمناطق الخطرة من العشش الصفيح إلى وحدات سكنية آدمية تليق بالمصريين. انظروا إلى مساحات شقق الإسكان الاجتماعى وأماكنها، لم تعد علب كبريت كما كان يحدث فى عهود سابقة، فأصبحت تليق بنا، وتساهم فى تنشئة جيل سوى.

انظروا إلى مشروع السحابة المعلوماتية الذى يضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة التى تأخذ بأسباب التقدم والتفوق والتطلع إلى المستقبل.

هذا غيض من فيض إنجازات فعلها الشعب، برؤية زعيم وطنى مخلص أراد أن يغير شكل الحياة والمستقبل لمصر بما يليق بمصر والمصريين.

لم يكن يتوقع أو يتصور أحد أن تصل مصر إلى ما أصبحت عليه الآن، ولولا جائحة كورونا وحرب غزة والحرب الأوكرانية الروسية، لما زادت الأسعار، ولما تعرضنا للضائقة المالية العارضة التى نمر بها الآن.. لكن (هتعدى)، فنحن قادرون.