جاء السيسي وذهب أوباما.. وبقيت مصر

05:02 ص | الخميس 04 يوليو 2024

قبل 11 عاماً، ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بيان 3 يوليو، الذى قفز بمصر إلى بر الأمان، وأفلت بها من إحدى أخطر المؤامرات فى تاريخها.

والانطباع السائد عن ذلك اليوم التاريخى، أن قائد الجيش المصرى انحاز لإرادة الشعب المصرى، بعد ثورته الكبرى ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

وهذا الانطباع ربما يعبر عن جزء من الحقيقة، لكنه لا يعبر عنها كاملة، خاصة أن حدوده انحصرت فى المسافة بين صباح 30 يونيو، ومساء 3 يوليو، والتى لم تتجاوز أربعة أيام فقط.

المؤكد يقيناً أن الحقائق الكاملة حول ثورة 30 يونيو، وما قبلها وبعدها، لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وتشابكات العلاقات الدولية -وتعقيداتها أيضاً- ربما لا تتيح ذلك لسنوات طويلة مقبلة، وفى حدود ما تكشف حتى الآن، يمكننا القول إن «السيسى» كان المُخلص (بضم الميم)، واستطاع أن يغير مجرى التاريخ، بعد أن أحبط المؤامرة الأمريكية لتدمير مصر، تحقيقاً لما سموه «مشروع الشرق الأوسط الجديد» الذى طرحه رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق «شيمون بيريز»، وتبنته الولايات المتحدة الأمريكية، وشرعت فى تنفيذه بالفعل فى عهد رئيسها «باراك أوباما».

وحقيقة المؤامرة ثابتة لا تحتمل التأويل، أو التلاعب فى توصيفها، وخاصة أن دلائلها الدامغة قدمها الأمريكيون أنفسهم، ولعل أقوى هذه الدلائل، ما قدمه «هيو شيلتون» رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق، عام 2013 (عام الثورة) فيما يمكن وصفه بالمفاجأة ذات العيار الثقيل.

فى 4 أكتوبر من ذلك العام كشف «شيلتون» فى حواره مع صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية، إن إدارة الرئيس «أوباما» كانت تعمل على زعزعة استقرار النظام فى مصر، وأن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى كشف المؤامرة الأمريكية، وأحبطها قبل أن تتحول بلاده إلى سوريا أخرى، كما وضع نهاية مشروع الشرق الأوسط الجديد.

ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق، الذى تولى منصبه الخطير فى عهد كل من الرئيسين «بيل كلينتون «و«جورج بوش» الابن قوله: إن ثورة المصريين فى 30 يونيو أوقفت المؤامرة، وحافظت على مصر وجيشها من الدمار.

وأكد «شيلتون» أن رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق (السيسى) تمكن من كشف المؤامرة الأمريكية لدعم وصول «الإخوان المسلمين» للسلطة فى مصر، وهو ما تحقق بالفعل، بعد اضطرابات لم يسبق لها مثيل، وهو الأمر الذى أدى للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى يوم 3 يوليو، ولو لم يحدث ذلك لكانت مصر قد تحولت إلى سوريا أخرى، وتم تدمير الجيش المصرى بأكمله.

قام المصريون بثورة 30 يونيو، وبعدها اشتدت حاجتهم إلى «المُخلص» بعد أن نما حس التوقع بوجوده، والاستعداد لقبوله والانضواء تحت رايته، وجاءهم السيسى، وذهب أوباما غير مأسوف عليه، وبقيت مصر عصية على الانكسار.