حكومة جديدة ورؤية مستقبلية

03:12 م | الأربعاء 03 يوليو 2024

ترقب الجميع تشكيل الحكومة الجديدة بشكل مختلف عن كل الحكومات السابقة في العشر سنوات الماضية، فهذه الحكومة تأتي في ظروف إقليمية صعبة، وأزمات اقتصادية ضاغطة، وتسونامي أسعار يكتسح العالم كله، وحروب في عدة مناطق ملتهبة، تتدخل فيها قوى كبرى، وتايكونات اقتصادية ضخمة.

كل هذه العوامل جعلت من تشكيل هذه الحكومة حدثا مفصليا، وفرضت على الاختيارات فلسفة لا بد أن تتماشى مع المرحلة، وبصمة لا بد أن تكون مختلفة ومتفردة وجديدة. من هنا كان الاهتمام الشديد، الذي جعل الجميع يلهث ويخمن ويتنبأ، ما هى تلك الفلسفة؟، التنقيب عن روح جديدة، وطموح جديد، أسماء جديدة.

على سبيل المثال وزير ثقافة شاب د. أحمد هنو يأتي من خلفية فنية وجامعة شابة جديدة، وزيرة تضامن اجتماعي د. مايا مرسي كانت في قمة نجاحها أثناء توليها رئاسة المجلس القومي للمرأة، وكانت لديها رؤية مختلفة لدور الفن ودعمته بكل قوة، وأنتجت مسلسل كارتون أطفال ناجحا ومؤثرا وهو مسلسل نورا، ووقفت سدا منيعا أمام أي محاولة لتهميش المرأة وممارسة العنف ضدها من أى شخص.

وزير خارجية هو السفير بدر عبدالعاطي، الذي عرفته عن قرب أثناء زيارات متعددة لألمانيا وبلجيكا، منتهى النشاط ونبل الأخلاق والفهم والوعي السياسي والوطنية، كان في بؤرة الأحداث في مقر الاتحاد الأوروبي أثناء أزمات وشائعات تعرضت لها مصر في أثناء توليه المنصب هناك في بروكسل، وكان خير مدافع عن مصر وسمعتها وصورتها.

وزير مالية د. كجوك، خبرة اقتصادية هائلة، ومرونة عقلية وروح شابة، الاهتمام بالاقتصاد والصحة والتعليم ظاهر جدا في الاختيارات.

وزير التعليم خبرته وشهادته من هارفارد، وزير الصحة أيضا قامة علمية كبيرة في مجاله، ولديه جسارة على مواجهة ديناصورات داخل المجال تحاول أن تبيع الوهم للناس، فقد أغلق أكثر من مركز وهمي للأعشاب والدجل الطبي، ونتمنى أن يواصل لأن المشكلة كبيرة وكارثية من تجار الوهم الطبي.

المطلوب من الحكومة الجديدة: جذب الاستثمارات وفتح الطريق أمام المستثمرين، وتحطيم العوائق الروتينية، رفع الوعي ودعم التعليم وثورة في المناهج وتأهيل المدرسين، عدالة ضريبية، إضافة رئة خضراء لمصر، حل مشكلة الكهرباء جذريا، استعادة القوى الناعمة الثقافية المصرية، وجعل ممارسة الرياضة ثقافة يومية لكل مواطن مصري، الاهتمام بالطفل المصرى من خلال المدرسة والإعلام والنادي وقصر الثقافة والمكتبة، غرس قيم المواطنة واحترام الاختلاف والمختلف، العمل على تنمية وتشجيع السياحة التي تفتح بيوتا كثيرة في مصر، وتعتبر طوق نجاة لعبور الأزمة الاقتصادية، محاربة ثقافة القبح والعشوائيات وبث قيم الجمال في الشارع والشكل المعماري للبيوت.. إلخ، استكمال شبكة الطرق، والأهم هو التناغم الذي يصنع سيمفونية النجاح.