الثالث من يوليو

07:00 م | الثلاثاء 02 يوليو 2024

لقد تسارعت دقات قلوبنا قلقاً بعد الثلاثين من يونيو بانتظار استجابة الرئيس السيسى لندائنا له بالنزول ليضع على كتفيه الحمل الثقيل الذى لم نرَ أحداً غيره باستطاعته حمله.. الثالث من يوليو يوم خالد فى تاريخ الوطن، فقد طمأننا يومها القائد الجديد على نجاة الوطن من المؤامرة الدنيئة التى كلف بها أعداء الخارج عملاءهم فى الداخل، وانتزعت الإرادة المصرية الفولاذية «المحروسة» من أيادى التخريب والدمار.

دوَّت الزغاريد فى أرجاء البلاد وتأكد الأعداء أنها أغلى اسم فى الوجود واسم مخلوق للخلود عصىّ على أعتى القوات مهما بلغت، لأن حاميها هو رب العالمين.

حدد لنا «السيسى» يومها الخطوط العريضة التى من شأنها استعادة مصر لمكانها ومكانتها، وردت قلوبنا بـ«نعم»، واثقة إلى أقصى حد، ولم نُلقِ بالاً لسخافات المتآمرين بادعاء أن ما جرى فى مصر انقلاب عسكرى!!! وكأننا لم نكن بعشرات الملايين فى كافة الشوارع بالعاصمة والمدن الكبرى وحتى فى القرى، وأعلنا بأعلى صوت رفضنا القاطع لاستمرار جماعة الإخوان فى حكم مصر واستكمال مخططهم بتفتيتها فى إطار ما أعلنته جهة خارجية تحت اسم «الربيع العربى»، وإنشاء «الشرق الأوسط الكبير»، أى بدلاً من نحو ثلاثين دولة تقسم إلى ثلاثمائة دويلة عرقية وطائفية، وهو ما كان الرهان الذى توهموا القدرة على تنفيذه لجهلهم الكامل واستخفافهم بشعب لم يحنِ رأسه يوماً أمام جبروت أى أعداء على مر التاريخ.

عمَّت فرحة عارمة قلوبنا فى مثل هذا اليوم منذ أحد عشر عاماً، تم خلالها إنجاز الكثير والكثير جداً لاستعادة مصر لمكانها ومكانتها، وتوعية العالم بأنها تفعل ما تقول، والنهوض بها على كافة المستويات بتوفير حياة كريمة لكل الأبناء، وتلبية كل ما يمكن تلبيته بأقصى قدر ممكن وبوعى تام بكافة الاحتياجات، من بنى تحتية بما يجعل مصر قِبلة للاستثمار، لرعاية صحية، لتعليم، لتوفير سكن كريم وعمل كريم، يحقق الفائدة المزدوجة للوطن وللمواطن.. لحرية التعبير والاستفادة الكبيرة من إجراء حوار وطنى دون أية حدود أو قيود، انطلاقاً من اليقين بأن تعدد الآراء واختلاف وجهات النظر يقود إلى التوصل لأفضل الحلول المفيدة للوطن.

وقد أكدت التجارب أن مصر ثلاثين يونيو أصبحت أيقونة ونموذجاً يحتذى به فى العديد من تجاربها، وحتى بعض ممن ادعوا أن ما حدث وقتها انقلاب عسكرى، عادوا للإشادة بالدور المصرى الفعال رغم صعوبة الظروف العالمية، على الصعيد الداخلى بما تم من إنجازات كانت تتطلب عشرات السنين، وكذلك على الصعيد الإقليمى وازدياد ثقة دول الإقليم، وكذلك الكثير من دول العالم، مثل قارة أفريقيا، ودول فى آسيا وأمريكا اللاتينية فى جدية القرار المصرى، وبالأخص قرار الرئيس السيسى برفض تصفية القضية الفلسطينية بجدية شعر بها الصديق كما أدرك جديتها العدو.. إن مصر الثالث من يوليو فتحت حقبة مجيدة فى تاريخ «أم الدنيا».