محافظون جدد على خطى أداء الرئيس!

06:54 م | الثلاثاء 02 يوليو 2024

ناقشنا أمس بعض ملامح الوزير الجديد الذى نريده.. وقلنا -من بين ما قلنا- إنه القادر على تجاوز القيود واللوائح فى سبيل خدمة المواطن بروح القانون.. القادر على هزيمة البيروقراطية والروتين.. القادر على تحطيم إغراءات البقاء فى المكاتب والنزول للناس.. القادر على الخيال وعلى الحلم من أجل المساهمة فى بناء البلد الذى نريده.. المتقدم الحديث المعاصر!

أمس ضربنا المثال بالقدرة على تفسير توجيهات السيد الرئيس.. وفهمها.. دون تنافس مع الوزارات الأخرى فى جمع أكبر حصيلة من الرسوم توجع كاهل المواطن إذ إن التعليمات تكون دائماً بـ«تنمية موارد الدولة» أى زيادتها بالشكل المنطقى وليس طبقاً للوائح وضعت فى بداية القرن الماضى حيث صياغات «القرش صاغ والمليم» وحيث يستطيع البعض من المتنفذين الهروب من سداد ما عليهم رغم أنه حق الناس! وكل ما سبق يختلف تماماً عن مضاعفة الرسوم المقررة على الناس أضعافاً مضاعفة بما يخالف القصد من توجيه زيادة الرسوم إذ يكفى الناس جشع الأسواق والتجار!

وقياساً على ذلك نريد الوزير القادر على تبسيط الإجراءات الحكومية على الناس.. القادر على فتح ملف تسهيل الخدمات الحكومية على الناس وتيسير استخراج أوراقهم أو تقديم خدماته للمواطن دون تعقيد أو دون المرور بدورة المتاعب المعروفة المسماة تدليلاً «السبع دوخات» ومنها ما جرى فى بعض المصالح من وضع تاريخ صلاحية قصير للأوراق الرسمية!

الآن وأغلب المؤشرات إلى إعلان التعديل الوزارى الكبير اليوم وهو ما يستوجب نصيحة الوزراء الجدد ثم متابعة أدائهم لكن علينا أيضاً الالتفات إلى تعديل المحافظين المنتظر.. والمحافظ فى محافظته هو ممثل الدولة أمام الناس وبالتالى ينعكس ما يقدمه على رأى المواطن فى الدولة.. ومن هنا أهمية دوره!

وكما ذكرنا أمس بعض الأمثلة على تقدم الرئيس فى رؤيته على الوزراء وضربنا المثل بحديث بعض المسئولين قبل سنوات عن ضرورة إنهاء طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى وكان قد تأخر لكن وجدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى وقتها فى قلب الطريق يتابعه بنفسه ويصدر توجيهاته التى تسهم عملياً فى إنهاء أعمال الطريق! لم يقل ذلك من مكتبه برئاسة الجمهورية!

وضربنا المثل بحديث الوزراء عن تطوير الريف المصرى بينما الرئيس يستخدم مصطلح «الريف الجديد»! والفارق واضح!

هذا الفارق لا نريده مع المحافظين.. خاصة بوجود تناقض كبير جداً نرى بمقتضاه الرئيس السيسى يستقل سيارته ويلتقى الناس.. هناك فى مدينة نصر أو مدينة الأمل (عزبة الهجانة سابقاً) أو العمال فوق الطرق الجديدة وفى مواطن العمل وفى شرم الشيخ وغيرها! بينما السادة المحافظون لم نرَ منهم واحداً.. واحداً فقط يفعل الفعل نفسه! رغم أنهم أولى طبقاً لدورهم ووظيفتهم ومصالحهم وأوقاتهم.. بذلك!

ولذلك.. نحلم بدور وأداء المحافظ الذى نريده بحركة دائبة دائمة مع الناس.. قادر بذلك على ضبط أسواقهم ومتابعة المصالح الحكومية التى تقدم خدماتها لهم.. يشتبك فى الحال مع ما يؤذيهم من خط مياه توقف أو صرف صحى انفجر أو مدرسة تهيمن عليها الفوضى أو تجاورها تلال القمامة بما لا يتناسب مع جلال التعليم وبما لا نحب أن يراه أبناؤنا..

نريد المحافظ الذى يتابع النظافة بشكل عام ولا يتحجج بضعف الإمكانيات بل قادر على ابتكار وتوفير تمويل مناسب لأهم متطلبات الحياة لأى مجموعة بشرية!

نريد المحافظ الذى يعاقب المهمل والفاسد على الفور دون أى قيود تفرضها أى اعتبارات لمجاملات اكتوينا وبلدنا منها بما يكفى.. نريد المحافظ الذى لا يعرف الاستثناءات إلا لمصلحة روح القانون ولإنصاف الغلابة والمظلومين والضعفاء..

نريد المحافظ كما الوزراء الذين نريدهم.. قادراً على الحلم.. لديه من الخيال ما يكفى للإبداع.. قادراً على نقل المجتمع الذى تولى مسئوليته إلى الأمام!

وللحديث بقية