د. حسام خفاجي يكتب: صناعة الدواجن وتحدي الفيروسات

د. حسام خفاجى

د. حسام خفاجى

09:09 م | السبت 29 يونيو 2024
كتب:

الوطن

أصبحت تكلفة التربية فى الدواجن مرتفعة جداً، سواء الدجاج اللاحم أو الدجاج البياض، مما يستدعى الحرص الشديد على الحفاظ على القطيع والخروج بالدورة بأقل خسائر ممكنة.. لك أن تعلم عزيزى القارئ أن تكلفة الألف طائر بغرض التسمين تخطت الـ120 ألف جنيه، وبحسبة بسيطة فإن تكلفة مزرعة صغيرة 5000 طائر سوف تتخطى الـ600 ألف جنيه وهذا مبلغ كبير جداً كتكلفة لمزرعة كانت تعد سابقاً من المزارع الصغيرة.

هذا الرقم الضخم من التكلفة مهدد صاحبه أن يخسر جزءاً كبيراً منه لا قدر الله بسبب خطر يحوم حوله، ويعتبر هذا الخطر هو الرعب الحقيقى لكل مربى الدواجن فى مصر.. هذا الشبح المرعب الذى يتداخل مع كل معطيات الإنتاج الداجنى.

إنه الفيروسات عزيزى القارئ الكريم.. تكمن مشكلة الفيروسات فى أنها تدخل للحقل الداجنى من منافذ عديدة ومتنوعة.. فممكن عن طريق الهواء وعلى مسافة كيلومترات وممكن عن طريق مياه الشرب وممكن عن طريق الأعلاف وممكن عن طريق أنابيب الغاز وعن طريق ملابس الشخص المربى نفسه.

ولا يقتصر الأمان الحيوى على التطهير الخارجى والداخلى للعنبر فقط والاكتفاء بهذا.. بل الأمان الحيوى يشمل المراقبة الدورية على مدار الساعة من كل صغيرة وكبيرة تدخل المزرعة.. سواء علف أو أدوات أو أشخاص.. فممنوع منعاً باتاً أن يدخل أى شىء دون تطهيره وتعقيمه.. الأمان الحيوى يشمل أيضاً توفير البيئة الجيدة داخل العنبر للطيور، وعدم إتاحة أى فرصة خلل فى أجساد الطيور تؤدى إلى انتهازية للفيروس للدخول فى أجساد الطيور.

ومن أهم عوامل البيئة الداخلية للعنبر هى درجة الحرارة وكمية الأكسجين الداخلة للعنبر، وتقليل نسبة الأمونيا داخل العنبر.. لو حافظت على تدعيم البيئة الداخلية للعنبر بشكل جيد مع الأمان الحيوى الخارجى بهذا سوف يكون عنبرك وطيورك قد تخطى شوطاً كبيراً بعيداً عن الإصابة الفيروسية بإذن الله، ولن يتبقى إلا الشوط الأخير للحصول على الحماية الكاملة والوصول إلى الفصل الأخير، والمهم أيضاً للحماية وهذا الفصل هو التحصينات.

كل ما يهمنى فى التحصينات أن تكون من مصدر مضمون وأن تحتوى على العترات الموجودة التى تسبب الإصابة.. وأيضاً بعد هاتين النقطتين المهمتين هناك نقطة ثالثة مهمة جداً أيضاً وهى نقطة نقل التحصين والحفاظ عليه.. فمن الممكن أن يكون التحصين جيداً ويحتوى على العترات المناسبة ولكن تم نقله من المربى بشكل خاطئ أو تم حفظه بشكل خاطئ فيصبح التحصين بدون جدوى تذكر، ويتم خسارة من الجهتين وهى خسارة أموال وثمن التحصين وخسارة فى القطيع نفسه بسبب الإصابة.

أخيراً أريد أن ألقى نظرة بسيطة على خطورة الفيروسات لتعلم عزيزى القارئ خطورتها ولماذا شبهت المزرعة بالمفاعل النووى لأهمية الحرص والحفاظ عليها.

هناك مرض مثل إنفلونزا الطيور العترة h5 تصيب بدارى التسمين من الممكن أن تقضى على القطيع فى غضون 48 ساعة.. ناهيك عن فيروسات مثل النيوكاسل والاى بى والجمبورو التى من الممكن أن تصل نسبة النافق فيها إلى ثلث أو نصف العنبر.

وربما أكثر لو كانت الإصابة شديدة والحمل الفيروسى كبيراً.. وأيضاً مرض مثل الريو فيروس الذى يؤدى إلى خسائر كبيرة فى عنابر التسمين، حيث يتم استهلاك كميات كبيرة من الأعلاف دون أى نتيجة تذكر فى نسبة التحويل، وتجد قطيعك بعد مرور زمن دورة التسمين لم يحقق أى وزن للدجاج وترجع بخفى حنين.. ناهيك عن الفيروسات التى تصيب الدجاج البياض وتؤدى إلى انخفاض شديد فى إنتاج البيض مثل النيوكاسل والاى بى والإنفلونزا.

وهناك الشبح الأعظم وهو الماريك الذى يؤدى إلى دمار عنقود البيض فى الدجاج وبالتالى خسارة رأس المال بالكامل.. فهذا غيض من فيض عن خطورة الفيروسات وأهمية التعامل معها بشكل سليم.. ولم أكن أبالغ حين شبهت الاهتمام بمزرعة الدواجن كالاهتمام بمفاعل نووى تخشى عليه من أى خطر.

*المتحدث الإعلامى لنقابة

الأطباء البيطريين بالغربية

 

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات