كارت أحمر لمؤسس جماعة الإخوان!

07:12 م | الخميس 27 يونيو 2024

أسعدنى جداً وأسعد الغالبية العظمى من المصريين قرار الحكومة الكويتيَّة بإزالة لافتة تحمل اسم حسن البنا، مُؤسِّس جماعة الإخوان الإرهابيَّة، من أحد أهم شوارع العاصمة الكويتيَّة، بعد ٥٠ عاماً من بقائه بها من خلال لافتة تحمل اسمه ورمزيته!

ورغم أن وزارة الأشغال وبلدية الكويت أعلنت أن إزالة اسم حسن البنا جاءت ضمن خطة لإزالة لافتات تحمل أسماء عدد كبير من الشخصيات التى أُطلقت أسماؤها على شوارع الكويت خلال العقود الماضية، وذلك للتوجُّه نحو ترقيم الشوارع، فإن الجميع توقَّف أمام إزالة لافتة حسن البنا لما تحمله من دلالات ورسائل، خاصة أن القرار جاء فى أعقاب إجراءات إصلاحيَّة شجاعة وجريئة، اتخذها أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بحل مجلس الأمَّة واتخاذ السلطات الكويتيَّة إجراءات قويَّة ضد الإخوان، والقبض على البعض منهم.

القرار أثلج أيضاً صدور الأشقاء بالكويت وظهر ذلك خلال تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى جاءت كالتالى: مبروك للشعب الكويتى أميرهم الجديد الذى أمر بإزالة اسم الإرهابى حسن البنا من أحد الشوارع.. الوطن العربى يلفظ هذه الجماعة الإرهابيَّة ويتخلَّص منها للأبد.

وفى مصر استقبل القرار بسعادة وترحاب شديدين لأن الشعب المصرى هو من ثار ضد هذه الجماعة الإرهابيَّة فى ٣٠ يونيو وأسقط حكمها بعد عام واحد حاولت خلاله أخونة مفاصل الدولة.

المصريون أكدوا أن إزالة اسم حسن البنا من شوارع الكويت خيرُ دليلٍ على كراهية الدول العربيَّة لهذا التنظيم الإرهابى، ويُبرهن على أن الجرائم التى ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابيَّة طِيلة الأعوام الماضية كشفت الوجه القبيح لهذا التنظيم، الذى اعتاد استخدام منهج العنف والدمار من أجل تحقيق أغراضه السياسيَّة الإرهابيَّة.. القرار يُؤكِّد أن الوطن العربى أدرك مخاطر هذه الجماعة التى خرجت من رحمها كل التنظيمات الإرهابيَّة.

قادة الرأى والخبراء الاستراتيجيون لا يريدون تفسير ما حدث بمعزل عن القرارات الشجاعة التى اتخذها الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أمير الكويت، التى اعتبرتها وسائل الإعلام ثورة تصحيح بحل البرلمان الذى يسيطر عليه نواب التيار الإخوانى وتعليق مواد الدستور لفترة قد تمتد إلى أربعة أعوام.

إن ما حدث بالكويت يعيد إلى الأذهان الغضب المصرى من إيران عندما أطلقت اسم خالد الإسلامبولى، قاتل الرئيس السادات، على شارع فى العاصمة الإيرانية طهران، وظل التوتر فى العلاقات المصرية - الإيرانية سنوات طويلة، لدرجة أن أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية وقتها.

أعلن أنه إذا أزالت إيران الجدارية وغيرت اسم الشارع الذى يحمل اسم خالد الإسلامبولى الذى اغتال السادات عام 1981، فستحل 90 فى المائة من المشكلات القائمة بين القاهرة وطهران.. وبالفعل ولأنه لا يصح إلا الصحيح فعلت إيران ذلك وغيرت اسم الشارع وأزالت هذه الجدارية ليبدأ التحسن التدريجى فى العلاقات.

إن ما حدث ضد اسم حسن البنا فى الكويت وما بادرت به إيران لخطب ود مصر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر على حق دائماً وأن الشعب المصرى كان على صواب عندما ثار ضد الإخوان الذين اعتلوا سدة الحكم فى غفلة من الزمن وحكموا البلاد فى عام أسود حتى تمكن الشعب المصرى خلال ثورة 30 يونيو من الإطاحة بهم واسترداد مصر التى كانت مختطفة.

العنوان الرئيسى لملحمة ٣٠ يونيو أن الشعب هو من حكم على الإخوان بالخروج من دائرة الحكم ومن قلوب المصريين بعد أن خدعوا البسطاء تارة بالعمل الخيرى بالزيت والسكر وتارة أخرى بالعمل الدعوى، حتى اكتشف الشعب حقيقتهم الإرهابية والدموية.

فإذا كان الإخوان قد حكموا المصريين عاماً أسود، فإن المصريين حكموا على الإخوان حكماً عاماً بعدم العودة إلى السلطة مرة أخرى وإبعادهم عن المشهد تماماً.

وحتى لا ننسى لا بد من التذكرة بالتاريخ الدموى الأسود لجماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها عام 1928 على يد مؤسسها حسن البنا.

لغة العنف موجودة فى أدبيات جماعة الإخوان منذ تأسيسها فى منتصف الأربعينات من القرن الماضى، وخير دليل على ذلك قائمة اغتيالات الشخصيات المصرية وكبار رجال الدولة والتى بدأت باغتيال أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر، فى عام 1945 فى قاعة البرلمان، ثم المستشار والقاضى أحمد الخازندار 1948، وبعده بشهور رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى الذى قتل عند ديوان وزارة الداخلية.

لم ولن تنسى ذاكرة المصريين محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر فى المنشية بالإسكندرية، ولن ينسى المصريون حادث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى حادثة المنصة الشهيرة فى 6 أكتوبر عام 1981.

واستمراراً لتلك الأحداث الدموية، قامت الجماعة بعمليات إرهابية دموية عقب ثورة 30 يونيو؛ فقد تسببت الجماعة بعد فض اعتصام رابعة فى أغسطس 2013 فى تدمير عدد كبير من دور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس، وكذلك المنشآت العامة، وأقسام الشرطة وحرق الكنائس بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية بالمنيا وأسيوط والفيوم، كما قامت باقتحام وحرق الأقسام، وحرضت على العنف والقتل والترويع فى محافظات مصر، وأطلق قناصتها الرصاص على الشباب أمام مكتب الإرشاد.

أيضاً قامت الجماعة الإرهابية باغتيال النائب العام هشام بركات، فى 29 يونيو 2015، عندما تحرك موكبه من منزله بالنزهة، وبعد نحو 200 متر، تم اغتياله حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف، ما أدى لاستشهاده، وأيضاً محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتفجير موكبه.

وبجانب ما سبق كله فقد نظمت الجماعة الإرهابية العديد من العمليات المسلحة فى سيناء بالتزامن مع تحركاتهم فى القاهرة والجيزة، للهجوم على قوات الجيش والشرطة لتعلن تأسيس ما سموه مجلس الحرب لقتال الجيش والشرطة، وهو ما أقره محمد البلتاجى فى تصريحه الشهير بوقف الإرهاب فى سيناء إذا عاد مرسى للحكم.

وليس هذا فحسب فقد حاولت خلق الفوضى داخل مصر من خلال إطلاق دعوات تحريضية من خلال العديد من التنظيمات الإرهابية التى ولدت من رحم الأم «جماعة الإخوان» التى يراهن التنظيم الدولى للجماعة على إمكانية عودتها للحكم مرة أخرى، ونقول لهم أفيقوا فإن من يراهن على عودة الإخوان إلى الحكم، كمن يراهن على عودة اللبن إلى الضرع بعد حلبه!!