اعتصام المثقفين.. شرارة انطلاق ثورة الهوية المصرية ضد التنظيم الإرهابي

اعتصام المثقفين كان شرارة انطلاق الثورة

اعتصام المثقفين كان شرارة انطلاق الثورة

07:17 م | الثلاثاء 25 يونيو 2024

تعاقب على وزارة الثقافة فى عام الإخوان الأسود 7 وزراء، بدءاً من الدكتور جابر عصفور، ثم محمد عبدالمنعم الصاوى، مروراً بالدكتور عماد أبوغازى، ثم شاكر عبدالحميد، وصابر عرب، الذى تولى ثلاث مرات، وصولاً إلى وزير الجماعة الإرهابية علاء عبدالعزيز، الذى جاء ضمن حكومة هشام قنديل فى 7 مايو 2013، والذى كان تعيينه الطامة الكبرى، إذ بدا شخصاً مجهولاً للحركة الثقافية، حتى للكثير ممن يعملون معه فى أكاديمية الفنون.

وقال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب آنذاك، إنه فى 7 مايو 2023 حلف الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز اليمين الدستورية وبدأ مخططه الظلامى للثقافة المصرية، حيث أعلن فى تصريحات إعلامية أن أول قراراته ستكون «تغيير اسم (مكتبة الأسرة) ليصبح اسمها (مكتبة الثورة المصرية)»، وهو ما رفضته، حيث إن لمكتبة الأسرة لجنة عليا وليس من سلطة الوزير اتخاذ القرار دون الرجوع إليها، وعليه اتخذ الوزير الإخوانى قراراً بإلغاء ندبه فى 11 مايو 2013 أى بعد توليه منصبه بأربعة أيام فقط.

وعلى جانب آخر، بدأت مجموعة الخلايا النائمة والموالين لجماعة الإخوان فى وزارة الثقافة بتنظيم مؤتمر للمطالبة بإقالة الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، بعد تفجيره مفاجأة كارثية للرأى العام عقب 24 ساعة من حلف اليمين القانونية للوزير الإخوانى، بإعلانه أن هذا الوزير فاشل علمياً، وسبق فصله من أكاديمية الفنون فى التسعينات، وأعيد بحكم قضائى بعد 5 سنوات، وأنه تمت إحالته للعديد من التحقيقات آنذاك أحدها جريمة مُخلة بالآداب.

وقال المخرج عصام السيد: «بدأنا فى التحرك لحماية الثقافة المصرية، وتشاركت مع الدكتور سامح مهران وعدد من المثقفين فى اجتماع، تبعه مؤتمر بالأكاديمية تحت عنوان (ضد العدوان على الثقافة المصرية) فى 13 مايو بمشاركة الفنان حسين فهمى وعدد من الشخصيات، وأعلن خلاله رئيس الأكاديمية أن وزير الثقافة الجديد (فاشل على المستوى الأكاديمى وليس له تاريخ على الإطلاق)، ويقول إنه قدم (سى دى) للرقابة الإدارية يدين وزير الثقافة الجديد، وتبع ذلك تسريب بأنه وقع قراراً بإلغاء انتداب رئيسة دار الأوبرا الدكتورة إيناس عبدالدايم».

وبعد أن ثار بعض العاملين بكلتا المؤسستين ونُظمت بعض المسيرات لوزارة الثقافة، التى تطالب بإقالة هذا الوزير، تراجع عن إلغاء انتداب رئيس دار الأوبرا د. إيناس عبدالدايم حتى تهدأ الأوضاع كما كان يتصور، ولكنه ألغى انتدابها فعلياً فى 28 مايو، وانتدب شخصاً مغموراً من أعضاء هيئة التدريس بأكاديمية الفنون من الموالين للإخوان، وهنا انضم العاملون بدار الأوبرا -الذين أعلنوا توقف جميع أنشطة الدار لحين عودة رئيستها- إلى جموع المثقفين والمبدعين المعارضين لتولى «عبدالعزيز» الموالى لجماعة الإخوان لمنصب وزير الثقافة، وفى اليوم التالى قرر الموسيقار عمر خيرت، والفنان هانى شاكر، والشاعر فاروق شوشة، والفنانة نسمة عبدالعزيز، عازفة الماريمبا، إلغاء حفلاتهم فى الأوبرا، تضامناً مع إيناس عبدالدايم، ورفضاً لقرارات وزير الثقافة.

وفى 30 مايو، نظم عدد من العاملين بدار الأوبرا وعدد من المثقفين والفنانين وقفة احتجاجية، تضم ممثلى القوى السياسية والشخصيات العامة، اعتراضاً على قرارات وزير الثقافة، شارك فيها المخرج خالد يوسف، الدكتور محمد سلماوى، الدكتور محمد أبوالغار، الفنانة آثار الحكيم، العازف طارق سليم، كما شارك عدد من شباب حركة 6 أبريل فى المظاهرة. وفى 5 يونيو توافقت الرؤى على احتلال المحتجين لمقر وزارة الثقافة للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان، وهو ما كان نتيجته الأبرز اندلاع ثورة 30 يونيو فى لحظة فارقة فى عمر الوطن.

اقرأ المزيد:

مسؤول الملف الثقافي

عرض التعليقات