«العلمين» ذات السحر العجيب.. كثيرة إيجابياتها قليلة سلبياتها

07:20 م | الجمعة 21 يونيو 2024

عامٌ مر على الزيارة الأولى للعلمين الجديدة؛ التى ألقيت بسهام الشك والريبة، وتحملت أبشع الألفاظ، وابتليت بحمقى رددوا ما أشاعه فريق ضل سعيه فى الحياة الدنيا، فباتوا الأخسرين أعمالاً.كنت بالكاد أبحث نهاراً عن ظل يقينى من لهيب شمس المنتصف، الآن زادت المظلات وكبرت الأشجار، وامتد ظلها على مساحات تمنح الرواد حماية ونسيماً عليلاً.

كنت أجد بعض السياح الأجانب، من حين لآخر، الآن لم أعد أحصى عددهم، ليس لكثرتهم بل لأن عدد المصريين صار يعجزك عن الإحصاء نتيجة الزحام الشديد.الممشى صار كميدان رمسيس ليلاً، مع فارق الفرحة التى تقفز من الوجوه، والابتسامة التى تتنقل بين أنفاس الأطفال وهم يلعبون بأمان وسط مداعبات رقيقة من الرواد.رغم أن ملابس المصايف هى الغالبة، لكنى لم أرَ تحرشات، أو خروجاً عن الآداب العامة، ولم أجد ذئاباً تفترس صفاء وضحكات بنات أخذ الهواء يحمل شعورهن فى كل اتجاه.

إضاءة الممشى مع أنوار الأبراج الشاطئية كانت أشبه بسيمفونية متراصة تخطف العيون، وتمتع الناظرين، وتضفى روحاً على المكان لن تجد مثله فى أى مكان فى العالم، فقط عندما أراد الله أن يلهم عزيمة المصريين فصنعوا مدينة فيها كل جمال وبهجة فى التنظيم والتخطيط، فشكلوا مع جمال الهواء العليل، وخفة دم شعب تفنن أن يسعد نفسه فى أى مكان وزمان، لوحة بديعة اسمها العلمين الجديدة.

إضاءة أبراج ريكسوس حالياً ريجال سابقاً، تمنحك شعوراً بالفرحة قبيل وصولك إلى المدينة، المركز التجارى القريب من الفندق كان قبل عام يزدحم بعشرات الرواد، بات الآن لا يتسع للآلاف بداخله، وعشرات الآلاف خارجه.

هذه المدينة غير المكتملة بعد؛ رفعت قيمة قرى الساحل الشمالى «الطيب» و«الشرير» معاً، فقد كان ليل القرى المصيفية شديد الملل، ونحن شعب ساهر بطبعه، ما إن ينسدل الليل، يهجرها الشباب، وتبقى العائلات غارقة فى اللاشىء، الآن بات للعائلات ممشى ممتع ومساحة للأطفال فيها يمرحون، ولم تعد الفتيات يخشين من الانطلاق بحرية.

قطعنا بالسيارة نحو خمسة كيلومترات حتى نجد مكاناً نستطيع الولوج منه للمشى الذى يمتد لنحو 14 كيلومتراً، وهناك وجدت أهل العلمين الطيبين افترشوا الحدائق والشواطئ، يجلسون بتواضع، ويعزمون على رواد مدينتهم الجديدة بكوب قهوة بدوى سبق وأعدوها فى حافظات.هذا المشهد استوقفنى جداً، كيف لأهل المنطقة من قبائل وعوائل مطروح رحبوا بالزوار، وكانوا خير مثال للالتزام وحسن الاستقبال والضيافة.

كثيرة هى الملاحظات الإيجابية، وقليلة جداً السلبية، والتى ترجع فى أغلبها لسلوكيات بعض الرواد والموظفين ومقدمى الخدمات، مثل النظافة حول محلات تقديم الأطعمة والمشروبات فى الممشى، ولا عذر أبداً للزحام وشدة الإقبال، لأن النجاح يدفع للالتزام، لتحقيق مزيد من النجاحات.

أمر آخر أعتقد أنه يرجع لعدم اكتمال المرحلة الأولى من المدينة، لكنى ألفت انتباه المهندس أحمد إبراهيم، رئيس جهاز المدينة الجميلة، أن المراحيض العامة ليس من الكماليات، وأن وجودها أساسى، فنحن نتحدث عن آلاف العائلات بينهم كبار سن وأطفال، لن يمكنهم جميعاً الوقوف فى طوابير قاسية وطويلة فى المولات.

عمال النظافة كانوا أكثر بكثير فى الزيارة الأولى، رغم أن الزحام كان أقل مما هو عليه الآن، حتى سيارات الإسعاف والشرطة كانت لا تتوقف العام الماضى، بينما اكتفت الخدمات الشرطية بتنظيم المرور قبيل المدينة تاركين إياها لكثير من سلوكيات المواطنين العشوائية فى اصطفاف السيارات.

ورغم هذه السلبيات، فإننى أثق فى حرص وزير الإسكان على الكمال، وأن رئيس حكومة تخصصه الأصلى تخطيط المدن لن يقبل بأى سلبية حتى ولو بسيطة، لذا فقد وعدت نفسى وأهلى بعودة قريبة لهذه المدينة الخلابة.اقترب موعد أكبر مهرجان ترفيهى فى الشرق الأوسط، مهرجان العلمين 2024 التى تمنحه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية زهواً ورونقاً ومسحة من قوة مصر الناعمة.