توثيق «الاختيار» المصري في الدراما

07:29 م | الجمعة 14 يونيو 2024

أبدعت القوة الناعمة فى التفاعل مع إشراقة 30 يونيو 2013 والتعبير عن كل متغيرات الأحداث التى سبقتها. أحداث كشفت للشعب الكثير عن زيف وإجرام جماعة إرهابية تاجرت باسمه ودمائه ثمناً لأطماعها.

حتى اختار المصرى التمرد وطرد من حاولوا إطفاء نور الحضارة والتنوير مع انحياز الجيش والشرطة لهذه الإرادة الشعبية.

توثيق هذه اللحظات العصيبة عبر آلية التواصل الأقرب إلى المواطن.. الدراما التليفزيونية.

الإعداد تطلب أعواماً كى تكتمل ملامح ثلاثية مسلسل «الاختيار»، سواء فى الحرص على تميز جميع عناصر العمل الفنية، أو كشف الكثير عن حقائق المرحلة الفاصلة من تاريخ مصر المعاصر.

كما أضفى دعم السرد الدرامى باللقطات الواقعية على ثلاثية «الاختيار» مصداقية فى الرسائل التى حملتها للمشاهد.

ملحمة «الاختيار» الوطنية، التى قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قدمت للمشاهد فى أجزائها الثلاثة الجمع بين رسالتين، الإبداع الفنى والوعى الوطنى.

رصدت بدقة نبض الشارع وفطنة المواطن البسيط لما يُحاك فى الظلام من تهديد لاستقرار مصر، زعزعة السلام المجتمعى بإثارة الفتن الطائفية، استدراج البلد إلى حرب أهلية، استدعاء التنظيمات التكفيرية المختلفة لتدنيس أرض سيناء الطاهرة بجرائمهم.

ثلاثية «الاختيار» قدمت بانوراما شاملة للتفاصيل الجارية على المستويين الرسمى والشعبى، بالتالى فالمطالبة بتكرار عرض الثلاثية لا يأتى من باب المبالغة.

فالتهديد ما زال كامناً سواء من عناصر داخلية أو أطراف خارجية، والمؤامرات ضد أمن مصر القومى واستقرارها تطل برأسها كل حين، مذكّرةً بأهمية بقاء الوعى العام الشعبى فى حالة يقظة دائمة.. والمؤكد أن تألق دور القوة الناعمة هو أحد أهم الأسلحة فى التواصل مع المواطن.

لأن الآمال تأتى بحجم طموحات كيان حقق نجاحات كبيرة ومتعددة فى وقت قياسى؛ ممثلاً فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فإن مهمة استكمال توثيق دراما ثورة 30 يونيو ما زالت تحمل الكثير من البطولات.

أسماء فى سجلات الشرف سواء ما زالت على قيد الحياة أو قدمت أرواحها فى سبيل إنقاذ مصر.. معلومات سواء عن الدور الوطنى الذى قام به الجيش والشرطة والشارع المصرى.. إيضاح المزيد من التفاصيل والوقائع عن مؤامرات وجرائم جماعة إرهابية.

بالتأكيد نهم المشاهد ما زال ينتظر المزيد من أجزاء «الاختيار» بعدما أصبحت الملحمة جزءًا من ضميره الوطنى.

تسلسل أجزاء «الاختيار» الثلاثة رصد فى كل جزء مشهداً مشرفاً يتناول حالة وطنية خاصة ينطلق منها إبداع الرؤية الدرامية إلى صورة شاملة عن المشهد العام للشارع المصرى. الأول قدم سيرة الشهيد أحمد منسى.. بطل ارتقى فى شهادته ليصبح رمزاً للتضحية.

«المنسى» يمثل كل فرد من أبطال رجال الجيش. كما أشار الجزء الأول إلى تساؤل دار فى ذهن الشارع المصرى حول موقف الجيش إذا ما هبّ الشعب لطرد جماعة الإخوان، الرد جاء سريعاً ومطمئناً عن انحياز الجيش لإرادة الشعب المصرى.

أما الجزء الثانى فقد عرض صورة دقيقة استعرضت بطولات الشرطة المصرية. حقائق عن المشهد الإجرامى الذى حاولت الجماعة الإرهابية غرسه داخل ميدانى الشهيد هشام بركات والنهضة بكل مخزون الأسلحة التى أدخلتها إليهما، والموثقة بالأدلة المصورة، لتدحض كل أكاذيب «دكاكين» الإخوان الفضائية.

فى توقيت مقارب قامت الجماعة الإرهابية تنفيذاً لأوامر قادتها الصادرة من داخل السجون باغتيال أحد أبرز رموز الشرطة المصرية، الشهيد محمد مبروك الذى كشفت شهادته عن أدلة تورط جماعة الإخوان فى جريمة خيانة الوطن.

الجزء الثالث الذى حمل عنوان «القرار» تميز برصد موثق ودقيق عن كل المحاولات المستميتة التى بذلها الجيش، آنذاك، بقيادة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لاحتواء النذر الكارثية التى كانت على وشك أن تهدد مصر نتيجة حماقة، ونهم جماعة الإخوان للاستئثار بالسلطة فور وصولهم إلى الحكم وتهميش شعب بأكمله حتى لو كان الثمن قتل آلاف الأبرياء من المدنيين من أجل فرض مخططهم الإجرامى.

أبرز الأعمال الدرامية ضمن دراما 30 يونيو وينبغى التوقف عندها مسلسل «هجمة مرتدة» الذى رصد جانباً آخر للجهود المكثفة التى بذلها جهاز المخابرات المصرية فى تعقب تدخلات سافرة من دول ومؤسسات حدثت ما قبل وبعد 25 يناير 2011 وصولاً إلى ثورة 30 يونيو، والدأب المتواصل من رجال الجهاز الوطنيين لإفشال مخططات سواء كانت من أطراف دولية أو إقليمية استخدمت جميع الوسائل لتهديد استقرار مصر.

«هجمة مرتدة» من أبدع أعمال الدراما التليفزيونية التى كشفت فى قالب فنى مكتمل العناصر عن بطولات رجال جهاز المخابرات ودورهم المشرف فى حماية الأمن القومى، كما ضم المسلسل شخصيات درامية اقتربت كثيراً من أسماء معروفة فى الواقع، بالإضافة إلى شخصيات أجنبية ظهرت لقطات لها أثناء بث دسائسهم بين الشباب فى ميدان التحرير عام 2011.