نهاية الخداع

08:47 م | الثلاثاء 11 يونيو 2024

مذيع فرنسى ساخر يدعى جيوم موريس تم فصله من عمله بالإذاعة الفرنسية، فرانس إنتر، لأنه وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالنازية بصدد ما يرتكبه من مجازر ضد الشعب الفلسطينى فى غزة! وجاء حادث المذيع الفرنسى ليؤكد ما سبق وكشفت عنه أحداث كثيرة، أكذوبة ما ادعته أمريكا والغرب عموماً بالدفاع عن حرية التعبير وإدانتهم لدول عربية لمجرد اعتراضها على التطاول والتشويه الذى يمارسه البعض ضدها ويصرخون بالاحتجاجات للمساس بحرية التعبير، رغم الكذب والافتراءات التى يمارسها من يسمون بالمعارضين، أما أن ينتقد أحد أى تصرف مشين لهم، مثل انتقاد نتنياهو، مجرم الحرب الذى أثار استياء العالم أجمع، حيث يرتكب مذابحه ضد الشعب الأعزل، فذلك «خطأ فادح» وجريمة لا تغتفر وتستوجب فصل المنتقد من عمله.

وأعتقد أن الكثيرين منا تابعوا باندهاش بالغ حملة الصحافة الأمريكية، التى تتشدق بالموضوعية والأمانة، ضد الإعلامية قصواء الخلالى، التى نقلت الأحداث الحقيقية التى يعانى منها قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر والتى أثارت استياء شعبياً على مستوى الكرة الأرضية، كما أسقطت أكذوبة الجيش الإسرائيلى «الذى لا يقهر».

وقد ردت «قصواء» على الافتراءات الأمريكية موضحة أن آثار الحملة عليها بدأت بعد انسحاب متحدث الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط على الهواء من برنامجها للمرة الثانية، لماذا؟ لأن «قصواء» سألت المسئول الأمريكى عن وصفهم للشعب والمقاومة الفلسطينية بالإرهابيين ورفضهم وصف سلوك إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل بالإرهاب أو الإبادة وانسحب المسئول الأمريكى المرة الأولى لسؤالها حول مصير الأطفال الفلسطينيين المشردين.

الولايات المتحدة ترفض حق أى شعب محتل فى مقاومة الاحتلال، مثل محاولات تدمير المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكى. لكن هل اكتفى المسئول الأمريكى بالانسحاب لفشله فى الرد؟ بالطبع لا، بل شنت الصحافة الأمريكية حرباً ضد «قصواء» وبرنامجها بالحجب والتشويش عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعى.

والغريب، أو بالأحرى، المذهل أن الرئيس الأمريكى بايدن قد أكد عملياً صهيونيته التى تشدق بها حيث حاول خداع الرأى العام العالمى بأنه يبنى رصيفاً على حدود القطاع لإرسال مساعدات للفلسطينيين، وتبين أنه استخدم الرصيف فى مشاركة إسرائيل بجنود أمريكيين فى تنفيذ مجزرة مخيم النصيرات، لإطلاق سراح أربعة أسرى إسرائيليين، وبالمقابل قتل وجرح مئات المواطنين الفلسطينيين العزل، خاصة الأطفال والنساء، من سكان المخيم.. لقد سقط قناع الزيف الأمريكى واتضح أن الولايات المتحدة هى التى تواصل الحرب الوحشية بواسطة إسرائيل، حيث إن أى إنسان بسيط يدرك تماماً أن بايدن لو كان صادقاً فى رغبته بوقف إطلاق النار فى رفح لتوقف عن تزويد أداة التنفيذ، أى إسرائيل، بأشد الأسلحة الأمريكية فتكاً.. إن قطاع غزة تعرض لأبشع حرب ولوحشية لم يسبق لهما مثيل ولكنه أزاح الستار عن أكذوبة أمريكا والغرب، بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير التى عانت منها مؤخراً الإعلامية المحترمة قصواء الخلالى.