حصاد الخير.. ورسائل المصارحة

07:32 م | الإثنين 27 مايو 2024

عندما اختطفت جماعة الإخوان الإرهابية مصر فى غفلة من الزمن وكشفت عن وجهها القبيح خلال عام حكمهم الأسود وسعت بكل قوة لأخونة مصر تحقيقاً للشعار الذى رفعه مرشدهم العام الذى قال «ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن».. ثار الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو، وانحازت قواتنا المسلحة الباسلة لمطالب الملايين الذين خرجوا للشوارع والميادين.. وتقدم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، الصفوف حاملاً روحه على كفه لإنقاذ مصر من حكم الفاشية الدينية.. لم يخشَ تهديدات محمد مرسى الذى هدد بإعدامه فى ميدان التحرير.. لم تهتز له شعرة وهو يعلم حجم المؤامرة التى حيكت لإسقاط مصر والأطراف الداخلية والخارجية المشاركة فيها.. فقط كان مدركاً حجم الأخطار التى تتعرض لها مصر التى أرادوا إسقاطها كما فعلوا مع عدد من دول الجوار.. نجحت الثورة وتم إنقاذ مصر، ثم خاض السيسى، مع قواتنا المسلحة والشرطة، معركة شرسة ضد الإرهاب، ولم يهدأ له بال إلا بعد أن قضى على الإرهاب، لتصبح التجربة المصرية ضد الإرهاب هى التجربة الرائدة عالمياً، تتدارسها الدول والحكومات والأكاديميات والمعاهد الأمنية.. وجنباً إلى جنب خاض معركة البناء والتنمية، وحقق إنجازات تصل إلى حد الإعجاز لا ينكرها إلا كل حاقد أو جاحد أو إخوانى.

منذ أن تقلد الرئيس السيسى المسئولية اتخذ من الصدق والشفافية دستور عمل ومنهاج حياة.. ومن العمل الجاد والبناء طريقاً لا حياد عنه.. صارح الشعب بكل الحقائق حتى لو كانت مُرة، وحتى لو كان ذلك على حساب شعبيته الجارفة.. فقط كان همه الأول مصر، ثم مصر، ثم مصر.

وخلال سنوات قليلة نجح فى بناء مصر الجديدة وحقق إنجازات ما كانت لتتحقق خلال ٥٠ عاماً أو يزيد، واضعاً مصلحة الشعب والمصلحة العامة للبلاد فى المقام الأول تنفيذاً للقسَم بأن يراعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن يحافظ على النظام الجمهورى وأن يحترم الدستور والقانون وأن يحافظ على سلامة الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.

ولأن بناء الأوطان مهمة شاقة كان اهتمام الرئيس بتحديث البنية التحتية لخلق مناخ جاذب للاستثمارات العربية والأجنبية ومضاعفة الرقعة الزراعية باستصلاح ٤ ملايين فدان بالصحراء وتحويلها إلى جنة خضراء وإحداث ثورة عمرانية وصناعية والاهتمام بالمطارات والموانئ وخطوط القطارات السريعة وتحديث السكة الحديد، الأمر الذى قضى على حوادث القطارات التى عانينا منها كثيراً.

وكان انحيازه الأول للمواطن البسيط ومحدودى الدخل، ومن هنا رأينا مبادرة «حياة كريمة» التى وصلت للفقراء فى القرى والنجوع، ومبادرة تطوير الريف المصرى التى غيّرت وجه الحياة بالريف، ولأول مرة يتم الالتفات لتنمية الصعيد بالأفعال لا بالأقوال بعد أن ضربه الإهمال عقوداً طويلة.

موسم الحصاد

يوم السبت الماضى تشرفت بحضور افتتاح الرئيس السيسى لعدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادى.. رأينا حصاد «الذهب الأصفر» فى حقول القمح المترامية الأطراف على مساحة ٤٠٠ فدان فى توشكى.. طمأننا الرئيس بقوله إنه يتم زراعة 4 ملايين فدان الآن عبر الآبار باستخدام مياه الصرف.. استمتعت بالفيلم التسجيلى الرائع الذى أعدته إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بالتنسيق مع الهيئة الهندسية عن المشروعات التنموية فى منطقة جنوب الوادى «الأمل والمستقبل».. الفيلم أشار إلى أن الدولة سابقت الزمن، وبأقصى معدلات الإنجاز، لاستصلاح وزراعة 430 ألف فدان.

واستعرض الفيلم تحديات شق الترع والقنوات الخاصة بالمشروع.

ولأن الرئيس اعتاد الشفافية والصراحة والمصداقية طالب المسئولين بالتحدث للرأى العام، وتساءل: لماذا ننتظر حدوث الأزمة حتى يتم التعامل معها؟ لماذا لا يتحدث الوزراء مع الناس حول التكلفة التى تتكبدها الدولة نظير الخدمات المختلفة؟

قال إنه يتحمل المسئولية أمام الله، وحتى تعمل الكهرباء 24 ساعة لا بد أن يتضاعف ثمنها مرتين، وتساءل: طيب الغلبان يروح فين؟ اللى كان بيدفع 100 جنيه هيدفع 300 جنيه.. قال للوزراء عرّفوا الناس إن تكلفة التنازل عن خطة تخفيف الأحمال الكهربائية لمدة ساعتين تُقدَّر بحوالى 300 مليون دولار شهرياً.

الرئيس أشار إلى أن عدد سكان مصر زاد منذ عام 2011 وحتى الآن 25 مليون نسمة، وتساءل: هل الإنتاج الزراعى زاد بما يناسب هذه الزيادة السكانية؟!

الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أكد أن الأزمة تنقسم إلى شقين؛ الأول يتعلق بعجز وزارة الكهرباء الذى يُقدَّر بحوالى 130 مليار جنيه، وهو الفرق بين التكاليف والتحصيل، والذى يتطلب اللجوء إلى الخزانة العامة للدولة، والثانى يتعلق بقطاع البترول الذى يورِّد الغاز بأسعار مخفضة، وتتحمل الخزانة العامة أى فروق فى الأسعار، الأمر الذى يُضاعف العبء الاقتصادى على ميزانية الدولة.