بالفيديو| إعادة التدوير.. مدرسة تعلم أبناء الزبالين مهنتهم بالكمبيوتر

بالفيديو| إعادة التدوير.. مدرسة تعلم أبناء الزبالين مهنتهم بالكمبيوتر

10:19 م | الأربعاء 13 مايو 2015
أجولة قمامة يحملها أطفال على ظهورهم، وكلاب ضالة تعبث في التلال المتراكمة بالحواري الضيقة، وحمير تنقل القمامة، وسيارات لا تهدأ حركتها ليل نهار.. مشاهد لا يرى فيها المارة أو الغرباء عن "عزبة الزبالين" أن من بين هؤلاء مُتعلم واحد. جميع من في العزبة يعرفون جيدًا منزل عزت نعيم، مؤسس جمعية "روح الشباب لخدمة البيئة"، والتي انبثقت منها مدرسة "إعادة التدوير"، التي أخذت على عاتقها تعليم أطفال جامعي القمامة الذين فاتهم الالتحاق بالمدارس الحكومية: "المدرسة تعلم الأولاد وتمنحهم شهادة في المهنة التي يعملون بها"، لكن دور المدرسة - بحسب عزت - قد لا يتوقف عند هذا الحد، ففي بعض الأحيان يُفضّل الطلاب الملتحقين بالمدرسة استكمال تعليمهم في المنازل، وهو ما يحدث بالفعل: "خرّجنا حتى الآن نحو 385 طالبًا منذ 2004، منهم 85 أبدوا رغبتهم في إكمال تعليمهم، وأتينا لهم بمدرسين يعلمونهم"، يقول عزت، ويضيف "هناك أطفال تعلموا في المدرسة وتخرجوا الآن من مدارس فندقية وثانوية تجارية، وننتظر تقديم ملفاتهم في الجامعة المفتوحة حتى يكملوا تعليمهم". استيعاب الأطفال الذين تسربوا من التعليم لأي سبب من الأسباب، وهم كثر في المنطقة، سبب دفع عزت نعيم بحسب حديثه لـ"الوطن"، إلى تأسيس هذه المدرسة، وهو يتفاخر بأن والده كان من جامعي القمامة: " والدي كان يجمع القمامة، لكن حظي كان أفضل، لأن أمي أدخلتني المدرسة وحينها غضب والدي وقال لها: (كيف ندخل الابن الأكبر المدرسة)، وفي ذلك الوقت كانت أمي وإخوتي البنات يفرزون القمامة عند مدخل منزلنا، وكان وراءه زريبة للخنازير، إلى أن تخرجت في كلية التجارة الخارجية". على الرغم من ارتفاع نسبة الأمية في العزبة، إلا أن هناك العديد من النماذج التي يرويها "عزت" عن جامعي قمامة علموا أبناءهم أفضل تعليم: "بعض سكان العزبة حاصلون على مؤهلات عليا، وما زالوا يعملون في جمع القمامة، ويفخرون بتلك المهنة لأنهم ورثوها عن آباءهم"، يستطرد: "أخي حاصل على بكالوريوس في التجارة، ويعمل في جمع القمامة، ولديه صديقان حاصلان على (آداب إنجليزي) و(ليسانس حقوق)، هذا بخلاف الأطباء والمهندسون، كما أن هناك طبيبات أيضًا من بين بنات العزبة". عام واحد فحسب هي المدة التي تؤهل فيها المدرسة طلابها، لأن يتقدموا إلى امتحان محو الأمية، وفي المدرسة يتم استخدام كل شيء يُحبب الطفل في الدراسة، من مكعبات وألعاب البازل و"الصلصال"، بالإضافة إلى ألعاب الكمبيوتر، والتي تلعب دورًا أساسيًا في تعليم الأطفال وتحبيبهم في الدراسة: "نعمل على أن نُعلم الأطفال على الاطلاع على الشوارع التي يجمعون منها القمامة من خلال (جوجل إيرث) وكتابتها في ورقة، كما نربط دروس الحساب بطبيعة عملهم، وبدلًا من أن نضرب مثالًا بـ(5 تفاحات) نقول للطالب: (لديك 5 علب من الشامبو)". كما تُنظّم المدرسة رحلات لطلابها، وبعد تجهيز 20 طالبًا تأتي لجنة من محو الأمية لتمتحنهم ومن ثم يتخرجوا. مدرسة الأولاد لإعادة التدوير، هي أول مشروعات جمعية "روح الشباب" التي أنشأها نعيم عام 2004، وكل أعضاءها من أبناء المنشأة، وهي تأخذ على عاتقها تعليم أولاد العزبة ومنحهم شهادة من خلال مهنة إعادة التدوير، وبالنسبة للمال الخاص بتمويل المدرسة فالجمعية تتلقى دعمًا من إحدى شركات "الشامبو" والتي تعاقدت مع المدرسة لجمع علب الشامبو الفارغة، ومنع تقليدها، مقابل 150 ألف جنيه سنويًا.. "هذا المبلغ سيزيد في السنة الجديدة، و70% من المبلغ يُصَرف على مصروفات الأطفال". لا يقتصر عمل المدرسة فقط على تعليم الصغار، فمؤخرًا يتوافد عليها عدد من كبار السن لتعلم القراءة والكتابة.. "كبار السن بدأوا في التوافد على المدرسة لمحو أميتهم وحتى يستطيعون استخراج رخصة للقيادة، وفي خلال سنة وشهرين تخرج أكثر من 25 طالبًا من كبار السن"، وفي الوقت نفسه فإن المدرسين في هذه المدرسة كلهم من أبناء المنطقة، وهناك أكثر من 150 طالبًا يترددون على هذه المدرسة. "كلام الوزير كان صريح جدًا، لكننا لا نطمع في أن نكون قضاة".. بتلك الكلمات علّق عزت على تصريحات وزير العدل، فمن وجهة نظره فإن الطبقات الدنيا في المجتمع، والتي تعاني من الفقر، لا مكان لها في عدد كبير من مؤسسات الدولة أبرزها القضاء والشرطة والخارجية، لكنه في نفس الوقت ينتقد كلام الوزير والذي يرى أن مجلس القضاء هو من يتخذ قرارات بتعيين القضاة وليس وزير العدل، كما أن تصريحاته جاءت مخالفة لكلام الرئيس عبدالفتاح السيسي والدستور، ولذلك فإن إقالته أمر طبيعي من وجهة نظره.

عرض التعليقات