محمد ممدوح يكتب: جمهورية 30 يونيو.. جمهورية الشباب

محمد ممدوح

محمد ممدوح

09:50 م | الثلاثاء 19 ديسمبر 2023

يُشكل الشباب النسبة الغالبة من إجمالى السكان فى مصر، حيث يشكلون ما يزيد على 60% من إجمالى عدد المواطنين، مما يجعلهم قوة فاعلة فى المجتمع المصرى، ولذلك فإن مشاركة الشباب فى الانتخابات الرئاسية المصرية لها أهمية كبيرة، والمشهد العظيم الذى ظهر جلياً فى الأيام الماضية يثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدرة الشباب على صناعة الفارق، حيث تعكس الصورة التى شاهدها الجميع مدى وعيهم واهتمامهم بالشأن العام، كما أنها تسهم فى تعميق إحساسهم بالمسئولية عن عملية الاختيار.

شهدت الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، التى أجريت فى ديسمبر 2023، مشاركة واسعة من الشباب، حيث بلغت نسبة مشاركة الشباب فى هذه الانتخابات ما يقرب من 65% من إجمالى المصوتين، وذلك وفقاً للعيّنات التى رصدها متابعو مجلس الشباب المصرى فى المحافظات المختلفة، وهو رقم يختلف كثيراً إذا ما تمّت مقارنته بالانتخابات الرئاسية السابقة، ويعكس ذلك مدى اهتمام الشباب بالشأن العام، وإيمانهم بأهمية المشاركة السياسية فى بناء الوطن فى شهادة على نجاح برامج المجتمع المدنى فى تعزيز المشاركة بالشأن العام.

أسهمت هذه البرامج فى تعزيز مشاركة الشباب فى بناء الجمهورية الجديدة، لذلك فإن مشاركة الشباب فى الشأن العام ولعبهم دوراً مؤثراً فى العملية السياسية، وتدريبهم على مهارات القيادة والإدارة، من الأمور المهمة التى تسهم فى بناء جيل قادر على تحقيق التنمية والتقدّم للوطن.

وفى ما يلى بعض الأدوار التى يمكن للشباب أن يلعبوها فى بناء الجمهورية الجديدة، حيث يمكن للشباب المشاركة فى العملية السياسية من خلال التصويت فى الانتخابات، وممارسة حقهم فى الانتخاب والترشّح، كما يمكنهم المشاركة فى الأحزاب السياسية، والمنظمات الشبابية، وتنفيذ مخرجات لجان الحوار الوطنى، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة فى التنمية الاقتصادية من خلال العمل بالقطاع الخاص، والمشروعات المتوسطة والصغيرة، كما يمكنهم المشاركة فى المشروعات القومية، التى تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة. كما يمكنهم المشاركة فى التنمية الاجتماعية من خلال العمل فى مجالات الخدمات الاجتماعية، والتعليم، والصحة، كما يمكنهم المشاركة فى المبادرات الشبابية التى تستهدف خدمة المجتمع.

ولكن هناك مجموعة من التحديات التى تواجه مشاركة الشباب فى الشأن العام يجب علينا استثمار مشاركتهم فى الانتخابات الأخيرة والعمل على مواجهتها، ورغم ارتفاع نسبة مشاركة الشباب فى الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، فإن هناك بعض التحديات التى تواجه مشاركة الشباب فى هذه الانتخابات، ومن أهم هذه التحديات:

عدم وجود وعى كافٍ لدى الشباب بأهمية المشاركة السياسية، حيث يعتقد فصيل من الشباب أن المشاركة السياسية لا تؤثر على حياتهم، ولا تسهم فى تحقيق التنمية والتقدم للوطن.

بالإضافة إلى عدم وجود ثقافة ديمقراطية راسخة فى المجتمع المصرى، خاصة فى مراحل ما قبل ثورة الثلاثين من يونيو، حيث يعانى المجتمع المصرى من بعض السلبيات التى تؤثر على المشاركة السياسية، مثل عدم احترام ثقافة الاختلاف، وانتشار العزوف السياسى بسبب الممارسات الخاطئة التى لا تضمن مشاركة الشباب فى الانتخابات، حيث لا يوجد قانون يُلزم الأحزاب السياسية بتوفير تمثيل عادل للشباب فى قوائمها الانتخابية، ولكن هناك مجموعة من الحلول المقترحة لتعزيز مشاركة الشباب فى الاستحقاقات الانتخابية، مثلما حدث فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة واستثمار ما حدث من تعزيز الوعى السياسى لدى الشباب من خلال البرامج التعليمية والتوعوية التى تستهدف الشباب، وتوضح لهم أهمية المشاركة السياسية، وكيفية ممارسة حقهم فى الانتخاب.

بالإضافة إلى نشر الثقافة الديمقراطية فى المجتمع المصرى من خلال برامج التوعية المجتمعية، وتعزيز الحوار والنقاش حول القضايا السياسية، وتعديل القوانين التى تنظم العملية الانتخابية لضمان مشاركة الشباب بشكل عادل فى الاستحقاقات الانتخابية.

وإضافة إلى ما سبق، يمكن دراسة تجارب الدول الأخرى فى مشاركة الشباب فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة، حيث يمكن الاستفادة من هذه التجارب فى تطوير العملية الانتخابية فى مصر، وتعزيز مشاركة الشباب فيها.

وإجراء دراسات ميدانية حول مشاركة الشباب فى الانتخابات الرئاسية، حيث يمكن من خلال هذه الدراسات التعرّف على التحديات التى تواجه مشاركة الشباب، وكيف نجح توحيد الجهود فى التغلب على هذا التحدى، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات شبابية تهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب فى الانتخابات حيث يمكن لهذه المبادرات أن تلعب دوراً مهماً فى نشر الوعى السياسى بين الشباب، وتحفيزهم على المشاركة فى الانتخابات.

* وعلى هذا الأساس، فإن مجلس الشباب المصرى يسعى إلى تعزيز مشاركة الشباب فى الشأن العام وبناء الجمهورية الجديدة والمشاركة فى عملية الإصلاح والتنمية، وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من المبادرات والبرامج، ومن أهمها:

- إطلاق حملة توعوية حول أهمية المشاركة السياسية وكيفية ممارسة حق الانتخاب.

- تنظيم ندوات وورش عمل لتعزيز الوعى السياسى لدى الشباب.

- التعاون مع الأحزاب السياسية لضمان مشاركة الشباب بشكل عادل فى قوائمها الانتخابية.

ويؤمن مجلس الشباب المصرى بأن مشاركة الشباب فى صنع القرار وبناء الجمهورية الجديدة هى مسئولية مشتركة بين الشباب والدولة، لذا يجب العمل على ضرورة توفير التعليم السياسى للطلاب فى المدارس والجامعات، لتوعيتهم بأهمية المشاركة السياسية وكيفية ممارسة حقهم فى الانتخاب.

- ضرورة توفير البرامج والدعم المالى للمؤسسات الشبابية التى تعمل على تعزيز المشاركة السياسية للشباب.

ومن خلال هذه الجهود المشتركة، يمكننا أن نضمن مشاركة واسعة من الشباب فى الشأن العام، وبناء الجمهورية الجديدة على أسس سليمة وقوية.

* رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصرى

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات