أساتذة اجتماع: جلسات الدعم النفسي تنفيس عن الغضب ومشاركة المشاعر مع الآخرين

الدكتورة إنشاد عز الدين

الدكتورة إنشاد عز الدين

08:27 م | الأربعاء 19 يوليو 2023

أكد أساتذة علم الاجتماع أن العلاج النفسى الجماعى تعود جذوره إلى الثقافة الشعبية فى المجتمع المصرى، من خلال عقد الجلسات العرفية فى القرى والحارات لحل المشكلات ومساندة المحتاج، مؤكدين أن وجود الفرد وسط جماعة خلال العلاج النفسى من الأمور التى تسرع عملية الشفاء، لأنه يشعر بأن المجموعة تشاركه معاناته، وتتيح له مساحة حرية للتعبير عن مشاعر غضبه، كما تتعاون معه فى التفكير لإيجاد حلول لمشكلته.

«صيام»: جزء من الثقافة الشعبية في المجتمع وننصح بإجرائها في المدارس والجامعات 

وقالت الدكتورة عزة أحمد صيام، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها، إن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الشق النفسى والاجتماعى، إذ غالباً ما تؤدى المشكلات الاجتماعية إلى اضطرابات نفسية كثيرة، كالخلاف بين الأزواج ومشكلات المراهقين والتنمر بين الأطفال، وهذا ما نجده بكثرة فى عيادات الأطباء النفسيين، فيتعاون كل من المعالج النفسى والإخصائى الاجتماعى فى فك شفرات الحالة من خلال التعرّف على طريقة التفكير، وصفات الشخصية، وأسلوب التعامل حتى نصل إلى حل المشكلة. وتابعت: «جلسات الدعم الاجتماعى والنفسى تلعب دوراً كبيراً فى التنفيس عن طاقة الغضب ومشاركة الفرد مشاعره مع الآخرين، وتقديم الدعم اللازم، مما يؤدى إلى تنمية مشاعر الانتماء للجماعة».

وأضافت «صيام» أن المصريين عرفوا العلاج النفسى الجماعى منذ القِدم من خلال جلسات الصلح العرفية فى القرى والحارات الشعبية لحل المشكلات وتقديم الدعم النفسى لمن تعرض لظروف قاسية، ولذلك يمكننا القول إن العلاج الجماعى تعود جذوره إلى الثقافة الشعبية، مؤكدة أن هناك اختلافات بالطبع بين تلك الجلسات العرفية والعلاج النفسى الجماعى بمفهومه العلمى، ولكن يتجسّد الاتفاق بينهم فى تحقيق مبادئ المشاركة والتعاون والمساندة.. وفى هذا السياق، أشارت إلى أهمية عقد جماعات الدعم النفسى فى المدارس والجامعات تحت إشراف عدد من المختصين من خلال تجمّع الطلبة للنقاش حول المشكلات التى تواجههم وتؤثر على حالتهم النفسية، ومن ثم تنعكس على أدائهم الدراسى.

وفى ما يخص العلاج الجماعى للأطفال، أضافت أستاذة علم الاجتماع: «حتى يكون لجلسات العلاج الجماعى مردود جيد على الطفل، ينبغى على جميع أفراد الأسرة من أم وأب وإخوة أن يشكلوا رابطاً اجتماعياً قوياً له من خلال دعمه والاستماع إليه بإنصات، وتجنّب نهره إذا كان دائم العزلة والبكاء، كما ينبغى دمجه فى أنشطة رياضية واجتماعية تساعده على تخطى الحالة التى يمر بها».

«عز الدين»: يجب توعية المجتمع بكيفية التعامل مع من يعاني من اضطراب نفسي 

من جانبها، قالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن الدعم الجماعى يفيد كثيراً فى تشافى الكثير من الاضطرابات النفسية وحالات المدمنين، لأن المريض يشعر بأن هناك من يعيشون المعاناة نفسها، مما يخلق نوعاً من المشاركة النفسية الوجدانية للتغلب معاً على الشعور السلبى والمشكلات، كما يساعد العلاج الجماعى على استقبال وسائل وتقنيات العلاج بروح متفائلة تؤدى إلى الوصول للنتائج المرجوة فى وقت سريع.

وأوضحت أن تلك الجلسات تُستخدم لكل من يعانون اضطرابات وأمراضاً نفسية كعلاج مُكمّل للأدوية، ولمن يواجهون مشكلات اجتماعية فى التعامل مع الآخرين، سواء فى العلاقات الزوجية أو علاقات دائرة العمل.. وغيرها: «العلاج الجماعى مفيد جداً للأطفال المصابين بإعاقات حركية أو مشكلات فى السمع والكلام، لأن البعض منهم يتعرّض للتنمّر الذى يسبّب لهم اضطراباً نفسياً.. كما يفيد هذا العلاج كبار السن الذين صقلتهم الحياة حتى زهدوا، إذ تخلق الجلسات العلاجية روح التحدى والتعاون لديهم من جديد».

وفى الإطار نفسه، أكدت الدكتورة إنشاد أهمية التوعية المجتمعية بالمشكلات والأمراض النفسية التى تستدعى التوجّه الفورى للطبيب النفسى للكشف وتحديد العلاج المناسب، سواء كان علاجاً فردياً أو جماعياً، فضلاً عن توعية أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع الشخص الذى يعانى من اضطراب نفسى كالاكتئاب والوساوس القهرية وغيرها، لدعمه وتقديم يد العون له حتى يتم شفاؤه، معتبرة الرحمة فى التعامل بين الأشخاص من الأمور التى تُحسّن الحالة النفسية، ومن ثم تجعل الإنسان مُقبلاً على الاحتكاك والتفاعل مع الآخرين. 

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات