جلسات الدعم النفسي تدعم الأطفال والمراهقين المضطربين نفسيا.. وتمثل البديل الآمن للأسرة

ريهام عبدالرحمن

ريهام عبدالرحمن

08:22 م | الأربعاء 19 يوليو 2023

يوفر العلاج النفسى الجماعى الدعم اللازم للأطفال مثل الكبار، حسب ما أكده خبراء وباحثو الإرشاد النفسى والتربوى، حيث تهتم تلك الجلسات الجماعية بمعرفة العلاقة بين الطفل وأسرته وأصدقائه فى المدرسة، لتحديد سبب الاضطراب النفسى، سواء كانت نوبات غضب أو السلوك العدوانى وغيرهما، بهدف تقديم الدعم الكافى له من خلال أساليب إرشادية وطرق علاجية تتوافق مع عمر الطفل.

«ريهام»: هدفنا تحسين ثقتهم بأنفسهم وتغيير سلوكياتهم للأفضل 

وفى هذا السياق، أوضحت ريهام عبدالرحمن، باحثة فى الإرشاد النفسى والتربوى بجامعة القاهرة، أن هناك العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية التى يعانى منها الأبناء فى مرحلة الطفولة والتى يتناسب معها التدخل بالعلاج الجماعى مثل، السلوك العدوانى، نوبات الغضب، الرهاب الاجتماعى، والوسواس القهرى، والاكتئاب، والتعرض للاعتداء الجنسى، واضطراب ما بعد الصدمة، ولذلك فجلسات العلاج الجماعى تكون بمثابة الأسرة البديلة التى تحتوى مشاعر هؤلاء الأطفال وتقدم لهم الدعم الكافى.

وتابعت خلال حديثها لـ«الوطن»: «يهتم العلاج النفسى الجماعى للأطفال والمراهقين بمعرفة طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة ومدى تأثيرها النفسى على الطفل، ويساعد فى إحداث التغييرات النفسية والسلوكية من خلال أساليب إرشادية تتبعها المجموعة الواحدة كالعلاج باللعب، والرسم، وسرد القصص والتخيل، مما يساعد الأطفال على تطوير مهارات التواصل والتحدث لديهم، ويجعلهم يشاركون مشاعرهم مع أفراد المجموعة»، كما أوضحت أن العلاج الجماعى للأطفال والمراهقين يهدف لتحسين ثقتهم بأنفسهم، والتقليل من الغضب والقلق والتخلص من الإدمان والاكتئاب، وبالتالى تغيير سلوكياتهم للأفضل.

«رضوى»: نراعي تهيئة الحالة قبل بدء العلاج وطمأنتها من أي مخاوف

وفى نفس السياق، قالت رضوى نجيب، المختصة النفسية ومدربة الإرشاد التربوى، إن العلاج الجماعى يتم من خلال تكوين مجموعة من الأطفال لا يتجاوز عددهم ٤ إلى ٥ أطفال، بحيث تكون هذه المجموعة تحت إشراف أخصائى نفسى أو اثنين، وتستمر الجلسة لمدة ساعة لساعتين مرة أو مرتين بالأسبوع، حسب ما يقترحه المعالج النفسى فى خطة العلاج، كما أوضحت أن المختص يُقسم مجموعات الأطفال حسب الفئة العمرية، لأن أساليب العلاج تختلف من سن لأخرى، وبجانب ذلك تتسم كل فئة عمرية بمجموعة من الاهتمامات والاحتياجات التى تجعلهم يندمجون مع بعضهم البعض بسهولة.

وأكدت «نجيب» مراعاة تهيئة الطفل نفسياً قبل حضور الجلسات وطمأنة ما بداخله من مخاوف بخصوص الجلسات الجماعية، من خلال شرح طبيعة هذا النوع من العلاج للأهل، ومن ثم عقد جلسات فردية لكل طفل على حدة للتعرف على طبيعة شخصيته وكيفية إدماجه فى المجموعة دون الضغط عليه، مع ضرورة استخدام التحفيز فى تعديل سلوكياته وتنمية مهاراته.

ويوجد مجموعة من الأخلاقيات والمبادئ التى يلتزم بها أعضاء المجموعة من الأطفال، وهى إبقاء الجلسات خالية من أى تمييز عنصرى أو إساءة جسدية أو لفظية، وأن تكون الجلسة العلاجية فعالة ولا تتضمن أى تجاوزات، كما يجب الالتزام من قبل أفراد المجموعة بالحفاظ على سرية المعلومات الشخصية الخاصة بزملائهم، مع ضرورة عدم ضم أكثر من طفل من ذوى النشاط المفرط أو السلوك العدوانى داخل المجموعة الواحدة، فضلاً عن عدم إجبار الطفل على الحديث.

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات