جلسات الدعم النفسي تخدم مرضى الاكتئاب والوساوس والإدمان وتتيح التعبير عن صراعاتهم النفسية بكل حرية

جلسات العلاج النفسى الجماعى تتيح للمريض التعبير عن شعوره

جلسات العلاج النفسى الجماعى تتيح للمريض التعبير عن شعوره

08:21 م | الأربعاء 19 يوليو 2023

أكد مجموعة من الخبراء والمعالجين النفسيين أن حل بعض الاضطرابات النفسية؛ كالاكتئاب والقلق، والوسواس القهرى، يكمن فى المشاركة فى مجموعات العلاج النفسى أو ما يعرف بـ Group therapy، التى تتيح للمريض التعبير عن نفسه وصراعاته النفسية بكل حرية، بما يساعده على الانفتاح على الآخرين والتوصل إلى حلول لمشكلته، كما أوضح الخبراء مجموعة من البروتوكولات والمبادئ التى ينبغى الالتزام بها خلال عمل تلك المجموعات، أهمها الحفاظ على خصوصية المريض، واستبعاد مشاركة أصحاب الاضطرابات النفسية الشديدة.

«عبدالعزيز»: أول ما تحققه الجلسات شعور المريض أنه ليس وحده وأن كثيرين يشاركونه مخاوفه ما يجعله يخرج من حالة الانعزال

وبدوره، أوضح الدكتور عبدالعزيز آدم، عضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية، أن العلاج النفسى الجماعى يعرف بالجروب ثيرابى Group therapy فى عالم الصحة النفسية، ويعتبر من الأساليب الحديثة التى لها تأثير قوى وناجح فى علاج الاضطرابات النفسية المختلفة، قائلاً إن أشهر الاضطرابات والأمراض التى يمكن علاجها بالعلاج الجماعى، الاكتئاب، الإدمان، الوسواس القهرى، والاضطرابات والمخاوف الناتجة عن الأمراض المزمنة، كالسكرى والقلب والسرطان، كما يمكن الاعتماد على هذا النوع من العلاج فى التخفيف من نوبات الهلع واضطرابات الأكل والنوم، فضلاً عن علاج الاضطرابات الجنسية والسلوكية.

وتابع خلال حديثه لـ«الوطن»، أن أول ما تحققه تلك الجلسات الجماعية للمريض هو شعوره بأنه ليس وحده، بل هناك الكثيرون ممن يشاركونه مخاوفه وآلامه ما يجعله يخرج من حالة الانعزال ويبدأ فى التعامل مع الآخرين بكل راحة، كما يعتبر العلاج النفسى الجماعى متنفساً للمريض للتعبير عن نفسه ومشاعره ومشاركة الصراعات الشخصية، وذلك يخفف من وطأة معاناته النفسية، ويتيح كذلك التعرض لأفكار وسلوكيات جديدة تجعله يغير وجهة نظره تجاه الكثير من الأمور، ويمكن من خلال مجموعات الثيرابى التوصل لحلول للمشكلات، من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين الذين مروا بنفس المشكلات أو مشكلات متقاربة، كما أوضح: «من مزايا العلاج الجماعى أيضاً هو قلة تكلفته عن العلاج الفردى.. والطبيب هو من يحدد مدى احتياج الحالة واستفادتها من العلاج فى مجموعة، إذ يمكن علاج المريض من خلال نوعى العلاج الفردى والجماعى بالتوازى».

«فرويز»: مراعاة الخصوصية وسرية المعلومات من بروتوكولات العلاج النفسي الجماعي.. واستبعاد ذوي الاضطرابات الشديدة

ومن جانبه، أكد الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن المراهقين هم أكثر الفئات التى تحتاج لهذا النوع من العلاج، إذ تحقق مشاركتهم المشكلات والاضطرابات النفسية التى يعانونها مع ممن فى أعمارهم نتائج مرضية وإيجابية أكثر من الفئات الأخرى من الكبار والأطفال، ويعتبر التمثيل النفسى المسرحى (السيكو دراما) من أشهر أساليب العلاج النفسى الجماعى، وهو عبارة عن تصوير تمثيلى مسرحى لمشكلات نفسية، يقوم خلالها المرضى بالتنفيس الانفعالى التلقائى، كما يوجد التمثيل الاجتماعى المسرحى، وهو يتناول المشكلات الاجتماعية من خلال قلب الأدوار، حيث يقوم أحد المرضى بدور المعلم ويقوم مريض آخر بدور تلميذ، وبعدما يندمجان فى التمثيل والإلقاء يتم قلب الأدوار بحيث يقوم المعلم بدور التلميذ والتلميذ بدور المعلم.

ويعتبر العلاج الأسرى من أساليب العلاج النفسى الجماعى، وفيه تكشف الأسرة عن المشكلات والاضطرابات التى تواجهها، حتى يقوم المعالج النفسى بمساعدتهم على التغلب على تلك المشكلات، من خلال تغيير بعض السلوكيات وأنماط التفاعل داخل الأسرة، وتعتبر المحاضرات والمناقشات الجماعية من أساليب العلاج النفسى كذلك، وفيها يكون أعضاء المجموعة متجانسين من حيث الفئة العمرية ونوع الاضطراب النفسى حتى يسهل التفاعل والمشاركة ومن ثم التوصل إلى حلول، وأشار فرويز إلى مجموعة من البروتوكولات والمبادئ التى يقوم عليها عمل تلك المجموعات العلاجية، منها مراعاة المعالج النفسى والمرضى المشاركين الخصوصية وسرية المعلومات التى يتم تداولها فى الجلسة، وذلك لأن الجميع يتحدثون عن أدق تفاصيل حياتهم، وتستمر الجلسة من ساعة ونصف حتى ساعتين، لمدة 6 أشهر أو أكثر حسب احتياج المجموعة، ويكون عدد أعضاء المجموعة من 6 لـ20 شخصاً، وإذا كان عدد المجموعة كبيراً يدير الجلسة 2 من المعالجين النفسيين اللذان يقومان بإدارة الجلسة وطرح الأسئلة، فضلاً عن تعليقهما على بعض ما يقوله المرضى بالجلسة.

وينبغى حسن اختيار الحالات المشاركة فى جماعات العلاج النفسى، بحسب استشارى الطب النفسى، وذلك من خلال استبعاد مشاركة ذوى الاضطرابات الشديدة فى الشخصية، واستبعاد مشاركة من لا يرغب فى ذلك، إذ يفضل بعض المرضى أن تستمر جلساتهم الفردية لعدم شعورهم بالراحة عند التحدث عن مشكلاتهم واضطراباتهم النفسية وسط جماعة، كما ينبغى احترام وجهات نظر الآخرين، واحترام الأعراض المرضية التى يعانيها كل فرد، والصدق مع النفس ومع الجماعة: «إذا التزم المعالج والمشاركون بتلك البروتوكولات ستحقق الجلسات الجماعية نتائج مبهرة من خلال التوصل لحلول تساعد على التخلص من المشكلات النفسية، فضلاً عن تعلم مهارات جديدة».

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات