كفاية أحلام.. وزير التعليم العالى لأولياء الأمور: لا تفكروا فى «الطب والهندسة» فلن تكون «كليات قمة» ضمن المنظومة الجديدة

طالب الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، بـ«التوقف عن الأحلام، ووضع الرؤى لتطوير منظومة التعليم فى مصر»، مؤكداً أن «الحكومة تملك رؤية واضحة عن تطوير المنظومة».

وأضاف «عبدالغفار»، خلال كلمته فى مؤتمر «التحديات وآفاق النجاح»، الذى نظمته مؤسسة «أخبار اليوم»، أمس، بالتعاون مع جامعة القاهرة، أنه سيتم عقد مؤتمر دولى خاص بالتعليم فى الفترة من 4 لـ6 أبريل المقبل بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث سيتم مناقشة قضايا التعليم فى المؤتمر، وسبل تطويره. وتابع الوزير: «أنا مبطلبش منكم المساعدة فيما هو قائم بالفعل، فلدينا رؤية ومش هنفتح كليات تقليدية تانى، علماً أن جامعة كفر الشيخ افتتحت منذ أيام كلية (الذكاء الاصطناعى)، وهذه التخصصات تسعى إليها الجامعات الحكومية، وكذلك الجامعات الخاصة لديها الرغبة فى عدم افتتاح الكليات التقليدية».

وأشار «عبدالغفار» إلى أن «التعليم المصرى ما زال له سمعة عالمية، ولا بد من التحول الرقمى، حتى تتمكن أجيال المستقبل من تحقيق الطفرة العالمية فى مختلف المجالات»، منوهاً بأن مصر تمتلك جامعات لديها رؤية واضحة فى التحول الرقمى، ومنها: «جامعة الجلالة وجامعة سلمان، ومدينة زويل»، وأن هناك خطة واضحة لدى الوزارة لتطوير الجامعات المصرية، بدأت تظهر نتائجها بالفعل، ومن ذلك أن الكليات المصرية أصبحت مصنفة بأرقام عالمية، وهذا ما حدث فى 19 جامعة مصرية دخلت التصنيف العالمى».

ولفت وزير التعليم العالى إلى أننا «نحتاج لبناء سمات الشخصية فى الطفل، وأن يتم بناؤها قبل دخوله الجامعة، فضلاً عن الحاجة لتطوير المناهج وإنهاء تدريس بعض التخصصات واستحداث غيرها حتى نواكب وظائف المستقبل، فهناك وظائف ستختفى مستقبلاً وهو ما يتطلب تغييراً فى شكل منظومة التعليم بالكامل». وخاطب «عبدالغفار» أولياء الأمور قائلاً: «لا تفكروا فى الطب والهندسة والصيدلة فهى لن تكون كليات القمة مع التطور ضمن منظومة التعليم الجديدة»، موضحاً أن «الجامعات الجديدة التى تتبناها الدولة مثل الجلالة وسلمان والمنصورة الجديدة والجامعة المصرية اليابانية وزويل تسعى لتخريج جيل يسهل عليه الدخول لسوق العمل العالمية وليس السوق المحلية فقط».

من جانبه، قال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى: «إن الحكومة تهدف لتحقيق تطوير شامل فى التعليم فى ضوء رؤيتها التى تتضمن إتاحة التعليم والتدريب للجميع دون تمييز فى إطار مؤسسى كفء وعادل، للمساهمة فى بناء الشخصية المتكاملة وإطلاق إمكانياتها لأقصى مدى لمواطن معتز بذاته يحترم قواعد الاختلاف وفخور بتاريخ بلاده وقادر على التعامل التنافسى مع كل الكيانات الدولية والإقليمية».

وأضاف «شوقى»، فى كلمته خلال المؤتمر، أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تطوير جميع جوانب العملية التعليمية بما فى ذلك «المعلم والمبنى المدرسى وطرق التدريس والتقويم وإدارة المؤسسات التعليمية». وأشار وزير التعليم إلى أنه «لكى تتمكن مصر من هدفها بدأ التفكير فى حلول غير تقليدية لمشكلات مواكبة لمراحل التعليم المختلفة، خاصة التعليم ما قبل الجامعى، فجاء نظام التعليم الجديد يهدف لتغيير المبادئ الفكرية والثقافة المجتمعية، خاصة ثقافة البيت المصرى، تجاه أهداف تطوير التعليم بدلاً من اعتباره وسيلة للوظيفة». وشدد الوزير على أن «الحكومة تهدف إلى تعليم سبل الاهتداء للمعارف الصحيحة الموثقة علمياً وغير المتطرفة، والهدف الرئيسى من التطوير هو تأسيس الفكر البحثى من الطفولة المبكرة للثانوية والجامعة ليتمكن الطالب من الاعتماد على نفسه فى الوصول للمعلومة وتوظيفها فى السياق الصحيح وخلق جيل من العلماء والمفكرين والمبتكرين النافعين للوطن». وتابع «شوقى»: «خطونا خطوات كبرى فى هذا الاتجاه وأطلقنا منظومة التعليم الجديد فى سبتمبر الماضى، وستستمر هذا العام، وقد أسفرت هذه المنظومة عن نتائج إيجابية فى مراحلها الأولى والتقويم الجديد فى المرحلة الثانوية حسب الخطة الموضوعة، بالإضافة إلى تطوير المرحلة التعليمية لرياض الأطفال، وتدريب 300 ألف معلم فى المراحل المختلفة، ونصارع لتجهيز المبانى».

وأكد «شوقى» أن الدولة المصرية تدعم سبل تطوير التعليم، قائلاً: «إن طريق التنمية طويل وملىء بالتحديات ولا بد من الرؤية الواضحة وإرادتنا ثابتة وعلى يقين بجنى ثمار ما بدأنا به من تطوير، وسيظهر ذلك على الطلاب ووطننا الغالى مصر.

من جهته، قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة: «إن التعليم هو الشغل الشاغل للقيادة السياسية الآن، وتطوير التعليم هو الطريق الوحيد لإحداث التقدم، فهناك مشاكل فى تطوير النظام التعليمى فى مصر تكمن فى العقل المستقل».

وأضاف «الخشت» أن جامعة القاهرة أطلقت مشروعاً لتطوير العقل المصرى وهو «العلم من أجل العلم»، ولن نوافق على أى مشروع بحثى لم يقدم حلولاً للمشكلات، مشيراً إلى أن إحدى مشاكل التعليم فى مصر هى الالتزام بالإجابة النموذجية، التى يجب تغييرها لتنوع طرق التفكير، وأن جامعة القاهرة حققت تقدماً بنسبة 100% مقارنة بعام 2017، وفقاً للمراكز البحثية المتخصصة.